في مبادرة لإحياء الطفولة التي تاقت إليها أنفسهم، أقدم عناصر من الجيش السوري الحر، في مدينة جرابلس ، على لعب كرة القدم مع أطفال المدينة عقب تطهيرها من مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي منذ نحو شهر، ضمن إطار عملية “درع الفرات” التي أطلقتها وحدات من القوات الخاصة التركية دعماً لـ”الجيش الحر”.
ورصدت كاميرا وكالة الأناضول، عناصر “الجيش الحر”، وهم يوزعون الألعاب على أطفال جرابلس، الذين حرموا من بهجة طفولتهم كبقية أقرانهم، جراء ممارسات تنظيم “داعش” ضد المدنيين طيلة فترة الأعوام الثلاثة الماضية.
وفي هذا الإطار يعبّر سكان جرابلس في كل مناسبة، عن سعادتهم بتحرير مدينتهم من قبضة التنظيم الإرهابي على أيدي الجيش السوري الحر، ويؤكدون مواصلتهم في دعمه.
من جانبه، قال إبراهيم حسين، العنصر في “لواء السلطان مراد” التابع للجيش الحر، للأناضول، إنهم يولون اهتمامًا كبيراً بسلامة المدنيين وتلبية احتياجاتهم، بالتزامن مع قتالهم ضد الإرهابيين (داعش) على جبهات أخرى جنوب جرابلس.
وأضاف “إخوتنا في تركيا يقدمون لنا ما هو متاح لهم، واليوم وزّعنا على الأطفال كرات قدم، أرسلوها لنا في وقت سابق، سيما وأنهم (الأطفال) لم يعيشوا طفولتهم منذ زمن بعيد”.
ومنذ تحرير المدينة أواخر أغسطس/آب الماضي، تبذل جمعيات تركية قصارى جهدها لتوصيل المساعدات الإنسانية للسكان، وتأهيل المدارس وفتحها أمام الطلاب وإنعاشها بعد أن عاث التنظيم الإرهابي فساداً في أبنيتها.
ولفت “حسين” إلى قضائهم أوقاتًا سعيدة مع الأطفال باللعب معهم، مضيفًا “وهذه فرصة للتخلص من التوتر الناجم عن القتال في الجبهات”.
من جانبه قال الطفل “حسن” (8 أعوام) إن أسرته لم تكن تسمح له بالخروج من المنزل كثيرًا عندما كان “داعش” يسيطر على المدينة، مضيفًا: “منذ زمن طويل لم ألعب بالكرة، واليوم تمكنت من ذلك”.
وتراجع عدد سكان المدينة إلى ما دون 3 آلاف و500 شخص، خلال فترة سيطرة “داعش”، غير أنّ تحريرها، جعل منها مكاناً آمناً، بحيث ارتفع العدد لاحقاً إلى 20 ألف نسمة.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة “داعش”.
وطن إف إم / اسطنبول