يبدو أن الأجانب الذين يلتحقون بصفوف تنظيم “داعش” على مستوى تعليمي عال يفوق كل التوقعات، حسب بيانات داخلية للتنظيم جرى تسريبها مؤخرا.
وحسب دراسة نشرها البنك الدولي، الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول، وعنوانها “العدالة الاجتماعية والاقتصادية لمنع التطرف العنيف” فإن التنظيم لم يجلب مجنديه الأجانب من بين الفقراء والمهمشين الأقل تعليما، إنما العكس هو الصحيح.
ووفقا لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، استندت الدراسة التي أعدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في البنك الدولي إلى البيانات الشخصية لـ3803 عنصرا من التنظيم بعد أن جرى تسريبها.
وفيما يخص الشق المتعلق بالمقاتلين الأجانب، تضمنت استمارات انضمامهم إلى التنظيم بيانات عن بلد الإقامة والجنسية والمستوى التعليمي والخبرات السابقة في العمل “الجهادي” والإلمام بالشريعة.
وحسب الدراسة، فإن أغلب المنضمين إلى “داعش” خلال الفترة الممتدة بين 2013 و2014 يؤكدون أن مستواهم التعليمي بلغ المرحلة الثانوية وقسم كبير منهم تابعوا دراستهم حتى الجامعة، حيث يبلغ معدل أعمار المتطوعين في صفوف التنظيم 27.4 سنوات.
وأظهرت بيانات الأجانب الذين انضموا لتنظيم “الدولة الإسلامية” أن 43.3 % منهم مستواهم التعليمي بلغ المرحلة الثانوية و24.5 % أتم المرحلة الجامعية، في حين أن 13.5 % فقط يقتصر مستواهم التعليمي على المرحلة الابتدائية.
وبلغت نسبة الأميين في صفوف التنظيم 1.3 % فقط، أما النسبة المتبقية من الأجانب الذين انضموا إلى “داعش” 16.3 % فلم يصرحوا بمستوى تعليمهم.
ولفتت الدراسة إلى أن “الأجانب الذين انضموا لداعش والآتين من إفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط هم أكثر تعليما بكثير من بقية رفاقهم. الغالبية العظمى منهم يؤكدون أنه كان لديهم عمل قبل الانضمام إلى التنظيم”.
وأضافت أن أسباب انضمامهم إلى التنظيم متنوعة حيث يريد البعض مساعدة التنظيم إداريا، ويسعى البعض الآخر إلى الموت، بينما انضم آخرون رغبة في القتال.
ولفتت الدراسة إلى أن “نسبة الراغبين في القيام بأعمال إدارية وكذلك نسبة الراغبين في تنفيذ عمليات انتحارية ترتفع مع ارتفاع المستوى التعليمي”.
وفي الخلاصة، فإن عوامل انضمام الأجانب إلى داعش الأكثر قوة تتعلق بنقص الاحتواء الاقتصادي والاجتماعي والديني في بلدان الإقامة.
المصدر: لو فيغارو