“سيلفي وهزائم النظام خلفي”.. عبارة تختصر النشاط الإعلامي لـ”أبو روما الحلبي” المقاتل بالجيش الحر في حلب والذي ما انفك يسخر من قوات الأسد بلهجته الحلبية المحببة في مشهد يكسر نوعا ما نمطية المأساة التي تخيم على المدينة.
المشاهد التي يصورها “أبو روما” على طريقة الـ”سيلفي” وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تعد مجرد مساحة للاستهزاء بالنظام وقواته في حلب، بل تحولت بـ”نكهتها الفكاهية” إلى مصدر إخباري للتطورات الميدانية.
بدأ أحمد حلاق القيادي في حركة نور الدين زنكي والملقب بـ “أبو روما الحلبي” تصوير مقاطعه من قلب مدينة حلب، في يوليو/تموز الماضي، وفيها يختصر النظام وقواته بكلمة واحدة هي “سيدو” التي تعني “السيد الكبير”، يستخدمها من باب الاستهزاء والسخرية منهم عند كل هزيمة تلحق بهم في حلب
ولا يكتفي المقاتل الذي التحق بالجيش السوري الحر مع بدايات تشكله نهاية عام 2011، بنقل تطورات عمليات المعارضة في جبهات حلب، بل يسعى كما يقول لـ”تكذيب أخبار الانتصارات التي يدعيها إعلام النظام”.
البساطة والكلمات الشعبية التي وسمت فيديوهات “أبو روما” جعلتها تنتشر بشكل واسع في الأوساط المختلفة، فضلا عن ملامستها المباشرة للمعاناة اليومية للسكان.
فتارة يلتقطها أمام الدمار الذي خلفه قصف قوات النظام ويقول “سيلفي وإصلاحات بشار الأسد خلفي”، وأخرى “يوثق” بها استخدام القوات الجوية الروسية القنابل الفوسفورية قائلا “سيلفي والفوسفور من خلفي سيدو”، فيما يشير إلى تقدم قوات المعارضة في بعض المناطق بعبارة “جاري طلب الصداقة”، ليعود لاحقا لإعلانها “صديق”.
تعرض “أبو روما” الأب لولد وحيد، للاعتقال من قبل النظام لمدة 3 أشهر مع بدايات الثورة السورية في مارس/آذار 2011 بتهمة المشاركة بالمظاهرات المناهضة له، من هنا كانت شرارة نشاطه “لمقارعة الظلم الواقع على الشعب السوري منذ عشرات السنين”.
وتحدث عن فكرته لوكالة الأناضول قائلا “بعد أن اشتهرت طريقة تصوير السيلفي، ولكوننا من مدينة حلب المشهورة بلهجتها السورية الجميلة، أتتني فكرة دمج هذين العنصرين معا، فكانت البداية”.
وأضاف “أقوم بتصوير مقاطع سيلفي قصيرة (لا تتعدى الدقيقتين) لنقل التطورات والأحداث في حلب وتكذيب ما ينشره إعلام النظام، وذلك باستخدامي طريقة جديدة، بعيدة عن لغة نشرات الأخبار والتقارير الصحفية”.
وأوضح “أبو روما”، وهو “الاسم الحركي” الذي اختاره لنفسه من “أيام المظاهرات”، أنه “قام بتصوير أول مقطع يوليو/تموز الماضي، في حي صلاح الدين شرقي مدينة حلب، الخاضع لسيطرة المعارضة، من أجل تكذيب ادعاءات النظام بخروج المدنيين المحاصرين منه الى مناطق تخضع لسيطرته”.
ومنذ أعوام تنقسم حلب إلى شطرين، إذ يخضع الشرق لسيطرة مقاتلي المعارضة والغرب لسيطرة قوات النظام وحلفائه من الميليشيات الشيعية.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوما على شرق المدينة بعد حصارها، وفيها حوالي 275 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول شن مقاتلو المعارضة هجوما مضادا في محاولة لكسر الحصار مستهدفين أحياء في غرب المدينة.
وشدد “أبو روما” أن الهدف من مقاطعه الساخرة من النظام “إرسال رسالة مفادها أنه لايزال في حلب الكثير من الصامدين المفعمين بأمل نجاح الثورة السورية بتحقيق أهدافها بإسقاط النظام ونيل الحرية والكرامة”.
وحول تفاعل أهالي حلب مع ظاهرة “أبو رما”، قال أحمد عقيل أحد سكان المدينة “إنه يسهم بشكل كبير في فضح أكاذيب النظام التي تروج لقرب استسلام مناطق حلب المحاصرة”.
وثمن عقيل “دور (أبو روما) في رفع معنويات سكان الأحياء المحاصرة، إذ يتنقل فيها لينقل المآساة التي تعيشها المدينة بطريقته الساخرة”، معربا عن عن “ثقته بأن حلب ستنتظر بمقاتليها وسكانها الصامدين”.
وطن إف إم/ اسطنبول