سبق للفلسطينية – السورية لجين (32 عاماً) أن اختبرت الشعور بالعجز بعدما أجبرت على الفرار من منزلها منذ أربعة أعوام، وربما لهذا السبب اغتنمت الفرص لتعمل حالياً معلمة للطلاب اللاجئين في ماليزيا.
وتطلعت لجين إلى مستقبل أكثر إشراقاً وهي تكبر، وتتذكر قائلةً في حديث الى الموقع الرسمي لـ “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” (يونيسيف): “كنا نملك منزلاً وسيارة وكل ما كان يملكه المواطن السوري. وعلى رغم أنني لست سورية، إلا أنني حصلت على التعليم مجاناً”.
وأضافت: “لم أفكر في أنني سأكون لاجئة مرة أخرى. اعتقدت بأن حياتنا انتهت. وأريد أن أشكر ماليزيا لأنها أعطتني مستقبلاً لي ولأطفالي. الحياة هنا ليست سهلة لأن عليك العمل جاهداً للعيش. كنت ربة منزل أعيش حياةً جيدةً في سورية، وحالياً أعلم الطلاب اللاجئين”.
واضطرت لجين إلى تعلم اللغة الإنكليزية من الصفر خلال أشهر قليلة، لكنها تحب التعليم، وهي تستعمل مهاراتها في علم النفس في مركز التعلم الذي يديره معهد البحوث الماليزي، وهو منظمة محلية غير حكومية.
وتقول لجين عن الصف الأساسي الأول الذي تدرّس فيه: “في بعض الأحيان، أرى أطفالاً يتصرفون في شكل سيئ أو عدواني بسبب المشاكل في بلدانهم أو في المنزل، وأحاول أن أفهمهم وأشجعهم على السلوك الجيد من خلال الثناء والمكافآت”.
وألقى تقرير نشرته المفوضية في العام الحالي، الضوء على الأزمة في مجال تعليم اللاجئين، مشيراً إلى أن أكثر من نصف الاطفال في سن الدراسة الذين هم تحت ولاية المفوضية والبالغ عددهم ستة ملايين طفل، لا يذهبون إلى المدرسة.
وفي ماليزيا، حوالى 21.700 طفل لاجئ في سن الدراسة. ويستطيع 30 في المئة منهم فقط الحصول على التعليم في مراكز التعلم غير الرسمية القائمة على المجتمع، كالمركز حيث تتطوع لُجين.
وتأمل لجين وهي تؤمن بالتعليم على مدى الحياة، أن يحصل طلابها على الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي المقدمة في مركز التعلم، التي تمكنهم من دخول الجامعة في ماليزيا وخارجها.
وطن اف ام / صحف