منحت ألمانيا وفرنسا جائزة حقوق الإنسان ودولة القانون لمنظمة الدفاع المدني السوري، والتي تعرف بـ”القبعات البيض”، التي تسعى لمساعدة الضحايا في مناطق القتال بسوريا.
وحسب وكالة الأناضول، فإن 15 شخصا من دول مختلفة، نالوا الجائزة الألمانية-الفرنسية لحقوق الإنسان ودولة القانون، والتي بدأت تمنح لأول مرة هذا العام، والتي وزعت في حفل نُظّم بمبنى وزارة الخارجية الألمانية في برلين، مقابل جهودهم التي بذلوها في مجالات حقوق الإنسان ودولة القانون.
وتسلم “الجائزة الخاصة” باسم “القبعات البيض” مؤسس الدفاع المدني ومديره في مدينة إدلب، رائد الصالح، من وزير خارجية ألمانيا فرانك والتر شتاينماير، ونظيره الفرنسي جان مارك أيرولت.
وقال شتاينماير، في كلمة له خلال الحفل، إن “الوقوف في وجه الظلم يتطلب شجاعة”، شاكرًا الحاصلين على الجائزة لجهودهم التي بذلوها.
وأضاف شتاينماير أن “القبعات البيض”، الذين نالوا الجائزة، يساعدون الناس عقب الهجمات الجوية، ويسعون لإعادة تأسيس البنة التحتية التي تضررت في مناطق القصف.
من جانبه، انتقد “أيرولت” الهجمات التي تستهدف المدنيين والمستشفيات في مدينة حلب، وقال في هذا الخصوص: “هنا (حلب) يتم ارتكاب جرائم منظمة وبشكل عشوائي”.
ووصف الوزير الفرنسي الوضع الإنساني في حلب بأنه “مأساة” وقال في هذا الصدد: “للأسف فإن المجتمع الدولي يتجاهل في أغلب الأحيان هذه الأحداث، لكن لا يحق لنا الصمت بعد مشاهدة هذه المجازر”.
وأشار أيرولت إلى أن القبعات البيض في سوريا لا يزالون يناضلون من أجل كرامة الإنسان.
وخاطبهم قائلا: “أنتم تذكروننا بأن حقوق الإنسان لا تعود لفئة واحدة فقط، وأنها كونية وغير قابلة للتقسيم”.
وانتقد أيرولت عرقلة روسيا لمبادرات بلاده على مستوى مجلس الأمن الدولي لوقف استهداف المدنيين في سوريا وحمايتهم.
وشدد على ضرورة الحد من حق النقض للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن في حالات القتل الجماعية، لافتا إلى أن بلاده ستستأنف جهودها لإجراء تغيير في هذا الصدد.
وظهرت فرق الدفاع المدني المعارضة، لأول مرة في عام 2012 عقب بدء النظام شن هجمات على مناطق المدنيين، وعقدت مجموعة مؤلفة من 25 شخصًا، أول دورة تدريبية لهم في تركيا عام 2013.
وفي أكتوبر/تشرين أول من 2014/ عقدت منظمة الدفاع المدني السوري، لقاءها السنوي العام الأول، اجتمع فيه الممثلون من كل سوريا واتفقوا على تشكيل منظمة واحدة رسمياً، تحمل رسالة مشتركة وقيادة وطنية، وتقدم الخدمة حاليا في 8 محافظات بحوالي 140 مركزًا.
وتتبنى المنظمة، أو ما يطلق على المتطوعين فيها بـ “القبعات البيض” أو “الخوذ البيضاء”، والتي تم ترشيحها من قبل نشطاء أجانب وسوريين لجائزة “نوبل” هذا العام، مهمة حيوية، نتيجة الخدمات التي تقدمها في سبيل إنقاذ الجرحى أو انتشال جثث القتلى من تحت الأنقاض، وإطفاء الحرائق الناجمة عن الهجمات التي كثفتها قوات النظام وحلفاؤه ضد المدنيين في سوريا وخاصة في الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب.
وطن إف إم/ اسطنبول