تمكن عدد كبير من الأكاديميين السوريين، الذين انتقلوا إلى تركيا من مواصلة أداء دورهم في تأهيل الأجيال الجديدة، عبر الانضمام إلى هيئات التدريس في العديد من الجامعات التركية.
وتضم جامعة غازي عنتاب جنوبي تركيا، أكثر من 20 أكاديميا سوريا، يفيدون الطلاب الأتراك والعرب بخبراتهم، عبر محاضراتهم في البرامج الدراسية التي تقدمها الجامعة باللغتين الإنجليزية والعربية.
ومن هؤلاء وسيم المحلي، الذي يعمل في هيئة تدريس الطب باللغة الإنجليزية، في قسم الجراحة العامة بكلية الطب بالجامعة.
يُدرّس المحلي موادا نظرية وعملية، وأعرب في حوار مع وكالة الأناضول عن سعادته بعمله، قائلا إنه يحب طلبته، الذين يعتبرهم عائلته.
وأشار أنه والعديد من الأطباء السوريين الذين يعرفهم، يرغبون في الحصول على الجنسية التركية.
ويعمل محمد أمين مصطفى، ضمن هيئة التدريس في قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب بجامعة غازي عنتاب، وقال إنه كان يعمل في جامعة حلب، قبل أن يضطر إلى مغادرة سوريا.
وأعرب مصطفى عن رضاه عن وضعه الحالي، قائلا إن تركيا تقدم العديد من الخدمات لأعضاء هيئات تدريس الجامعات من السوريين، معربا عن ثقته من أن المستقبل سيكون أفضل.
بدوره تقدم ماهر المقداد، الذي يعمل ضمن هيئة تدريس قسم الكيمياء الحيوية بكلية الطب، بالشكر لتركيا على الدعم الذي تقدمه.
منى بكر، تدرس اللغة الإنجليزية في المعهد العالي للغات الأجنبية بجامعة غازي عنتاب، وقالت إنها جاءت من حلب قبل 3 سنوات، وبدأت العمل بعد فترة قصير في الجامعة.
وأوضحت بكر، أنها فضلت القدوم إلى تركيا عن الذهاب إلى أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، لأن تركيا دولة مسلمة وذات ثقافة قريبة من ثقافة بلادها، وهو ما جعلها تشعر بالارتياح بها، وترغب في خدمتها من خلال تقديم العلم الذي تحمله، وفي الحصول على الجنسية التركية.
وقال نائب رئيس جامعة غازي عنتاب، حلمي بايرقدار، يعمل بالجامعة حاليا أكثر من 20 أكاديميا سوريا، كما من المخطط أن تجذب عددا مماثلا في الفترة المقبلة لأجل البرامج التدريسية باللغة العربية، حيث تخطط الجامعة لتقديم الدراسة باللغة العربية في جميع التخصصات في حال تمكنت من العثور على متخصصين لتدريس المواد باللغة العربية.
وأكد بايرقدار أنه من غير الصحيح النظر إلى الهجرة باعتبارها أمرا سلبيا، قائلا “نحن لا نعتبر السوريين عبئا وإنما نراهم مصدرا لإثراء بلادناّ، مشيرا إلى العدد الكبير من السوريين الذين يدرسون في الجامعات التركية، ويفيدون البلاد بعملهم. واعتبر أن تركيا ليست بلدا لمواطنيها فقط، وإنما لجميع من يعيشون في الأراضي التي كانت جزءًا من الدولة العثمانية.
وطن إف إم/ اسطنبول