أخبار سوريةدمشق

الحرب تسلب حقوق أطفال سوريا وأحلامهم البسيطة

لم تترك الحرب الدائرة في سوريا منذ قرابة الخمسة أعوام، متسعا لأطفالها ليحققوا أحلامهم البسيطة، وينالوا أدنى حقوقهم من التعليم والرعاية الصحية واللعب، فالآلاف منهم أزهقت أرواحهم أو أصيبوا بجروح وإعاقات جسدية ونفسية، وآخرون اضطروا لترك الدراسة والعمل في مهن قاسية بحثا عن مصدر رزق لإعالة أسرهم الفقيرة.

وفي غوطة دمشق المحاصرة من قوات النظام، منذ نحو 3 سنوات، يعيش الأطفال ظروفا بالغة القسوة، فالكثير منهم يخاف الذهاب إلى المدرسة خشية من قصفها، ويقضون وقتهم بين الأزقة لا يعرفون إن كان ينتظرهم بعد لحظات غارة مفاجئة تودي بحياتهم، أو يعيشوا ليروا مستقبلا مظلما بعد أن خسروا كل شيء.

عدد من الأطفال المتضررين جراء القصف والحصار في غوطة دمشق، التقتهم وكالة الأناضول، في الشوارع والبيوت وأماكن عملهم، ليتحدثوا جميعا عن حلمهم “بتوقف الحرب وعودة السلام لبلداتهم ليتمكنوا من الدراسة واللعب بدون خوف كبقية الأطفال في العالم”.

ويحلم هؤلاء الأطفال بأن يصبحوا في المستقبل أطباء ومعلمون ومهندسون رغم أن معظمهم حرمتهم الحرب من إكمال دراسته.

الطفلة “لبنى” من مدينة دوما، فقدت والديها خلال الحرب، وتحلم بأن تصبح معلمة حينما تكبر، وأن يعود والديها إلى الحياة مجددا لتحتضنهم وتلعب معهم.

وفي ذات المدينة، يعمل الطفل محمد (13 عاما) في تمديد الكابلات الكهربائية ليعيل شقيقاته الثلاث، بعد أن قُتل والديه في قصف استهدف بيتهم في بلدة “بالا” بغوطة دمشق.

ويعمل “محمد” معظم الوقت وليس لديه مجال ليلعب مع أقرانه، ويتمنى أن يتاح له المجال لمتابعة دراسته ويصبح أستاذ رياضيات.

من جانبه، قال ياسر برخش، مدير مكتب التربية والتعليم في دوما التابع للحكومة السورية المؤقتة، لمراسل الوكالة، إن “هناك تسرب كبير للطلاب في مدارس الغوطة الشرقية بسبب القصف المستمر من قبل قوات النظام وحلفائه، واستهداف المدارس بكل متعمد”، مشيراً إلى أنه لا يوجد إحصائية دقيقة لأعداد الطلاب المتسربين إلا أن نسبتهم تقدر بثلث العدد الإجمالي.

وأضاف “برخش”:أن “الحصار أحد أهم أسباب التسرب من المدارس واتجاه الأطفال إلى سوق العمل، فمعظم العائلات باتت في حالة عوز ما يضطر الأطفال للعمل لمساندة عائلاتهم وخاصة من دمرت بيوتهم وأبناء المعتقلين والشهداء”.

وأوضح أن النزوح بدوره أسهم في تسرب الأطفال من المدارس، فالعائلات باتت تتنقل من منطقة إلى أخرى عدة مرات بحثا عن مكان آمن نسبيا.

وتضم الغوطة الشرقية عدداً من المدن والبلدات أبرزها “دوما” و”كفربطنا” و”عربين” ويقطنها نحو 700 ألف نسمة حالياً، وتتبع إدارياً لمحافظة ريف دمشق، ويخضع الجزء الأكبر منها والذي تسيطر عليه المعارضة للحصار، إلى جانب تعرضها لقصف متواصل من طائرات النظام أسفر عن مقتل آلاف المدنيين فيها، وتردي كبير في أوضاعها الاقتصادية .

وطن إف إم/ اسطنبول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى