ناشد المدنيون في مدينة حلب، العالم أجمع، بالتحرك من أجل إيصال المساعدات الإنسانية في ظل الحصار المفروض عليهم والهجمات العنيفة التي يشنها النظام والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران خلال الفترة الأخيرة.
ويواصل النظام وداعموه استهداف الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب، بشكل عنيف جدًا، منذ 15 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، الأمر الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 800 مدنيًا من سكان المدينة.
واضطر مقاتلو المعارضة السورية الليلة الماضية إلى الانسحاب من أحياء “باب الحديد” و”باب النصر” و”جب القبة” – التي تبلغ مساحتها حوالي 2.5 كيلومتر – بسبب القصف العنيف ليسيطر عليها النظام والميليشيات الشيعية.
وخسرت المعارضة السورية خلال الأيام الأخيرة نحو 65 بالمئة من إجمالي مساحة المناطق التي كانت تسيطر عليها في حلب قبل منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والبالغة 45 كيلومترًا، لتتراجع إلى 16 كيلومترًا فقط.
وفي حديثه مع وكالة الأناضول، قال مدير الدفاع المدني في حلب نجيب الأنصاري، إن عشرات الآلاف من المدنيين نزحوا خلال الأيام القليلة الماضية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام هربًا من الاشتباكات في مناطق المعارضة.
وأشار الأنصاري إلى أن حوالي 240 ألف مدنيًا من أهالي حلب ما زالوا يعيشون في الأحياء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
أما القيادي المعارض في الجيش السوري الحر محمد الشيخ، فتحدث عن تجميع النظام السوري للشباب والرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 عامًا إلى مطار النيرب العسكري وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية من جبهات القتال.
وأكّد أن الشباب والرجال الذي يرفضون الانضمام إلى صفوف القوات التابعة للنظام يفضّلون البقاء في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وتحدثت الوكالة مع عدد من المدنيين المقيمين في مدينة حلب عبر إرسال التسجيلات الصوتية من الهواتف بسبب ضعف شبكة الاتصالات والانترنت في المدينة، ناشدوا خلالها العالم بتقديم المساعدات لهم.
“حسن بوزان” مواطن سوري من تركمان حلب، قال لـ “الأناضول”: “أخاطبكم باسم التركمان من داخل حلب. إن قوات النظام وروسيا يحاصرون نحو 200 ألف شخص هنا من الجهات الأربعة”.
واعتبر بوزان أن سقوط مدينة حلب “يعني انكسار الأمة بكاملها”، داعيًا الشعوب المسلمة حول العالم إلى التضرع إلى الله والتوسل إليه من أجل دعم المدينة وسكانها.
أمّا “خديجة”، وهي من تركمان حلب أيضًا، فقالت: “تعرضت منازلنا لقصف النظام ولم يبق لدينا أي شيء هنا. ابنى مريض ولا نستطيع العناية به جيدًا. فليسمع العالم ندائي. تضرعوا إلى الله من أجلنا وساعدونا”.
“محمد لياب” تحدث من جهته، قائلاً: “لا نملك الماء والغذاء ولا حتى الكهرباء. لدي طفلان صغيران وهما بحاجة إلى الغذاء والحليب وهما معدومان هنا، والأسعار مرتفعة للغاية”.
وأضاف لياب: “لا توجد هنا الأدوية ولا المستلزمات اللازمة لعلاج المرضى. الناس يحتضرون هنا، ويموت بألم”.
ومن حي “الكلاسة” الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين المعارضة والنظام، أشار “صالح عمر” إلى تعرض منطقتهم لقصف عنيف بالصواريخ والدبابات ومقتل وإصابة العديد من المدنيين جراء ذلك.
وأردف: “هناك العديد من الشهداء والمصابين. ولا يزال عدد كبير من المدنيين ينتظرون تحت الأنقاض. الأرصفة مليئة بالجثث. والنظام قطع المياه بعد سيطرته على محطة التوليد الخاصة بمنطقتنا. الأحياء الشرقية لحلب تتعرض لإبادة جماعية”.
وبينما تتواصل مأساة حلب أخفق مجلس الأمن الدولي، الإثنين، في تمرير مشروع قرار يدعو إلى هدنة لمدة 7 أيام في المدينة؛ للسماح بإدخال مساعدات إنسانية للمدنيين المحاصرين؛ وذلك بسبب استخدام روسيا والصين حق “النقض” (الفيتو).
وطن إف إم/ اسطنبول