بات عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في منطقة لا تتجاوز مساحتها 6 كم مربع في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، على وقع انسحاب قوات الثوار من 3 مناطق في المدينة.
حيث إن قوات المعارضة اضطرت للانسحاب، اليوم الثلاثاء، من مناطق باب أنطاكيا، وبستان القصر، وحي الجلوم الذي يقع فيه المسجد الأموي التاريخي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد وداعميه بدأت ظهر أمس الاثنين واستمرت حتى صباح اليوم.
وعلى وقع انسحاب قوات الثوار من المناطق الثلاث، غدت المساحة التي تسيطر عليها قواتها، 6 كم مربع بعدما كانت 8.6 كم مربع.
وذكرت وكالة الأناضول أن قوات الأسد والميليشيات الشيعية الداعمة له تواصل قصف أحياء حلب الواقعة في قبضة الثوار برًا وجوًا، دونما تمييز بين طفل أو شيخ أو امرأة.
ولخروج خدمة الاتصال والانترنت على نطاق كبير في المنطقة، يتعذر تحديد مدى فظاعة المجازر التي تطال المدنيين في الوقت الراهن.
وفي ظل الكارثة الإنسانية في حلب، فضّل قسم من المدنيين البقاء في منازلهم رغم سيطرة قوات الأسد على مناطقهم، في حين يسمح نظام الأسد لبعض المدنيين بمغادرة المدينة، لكن لا أحد يعلم مصيرهم أو الجهة التي غادروا إليها.
غير أن ميليشيات شيعية، موالية له، تضع عوائق أمام إخلاء المدنيين.
ومنذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قتل ألف و71 مدنيًا وأصيب آلاف آخرون بجروح، جراء القصف العنيف الجوي والبري لنظام الأسد وداعميه على رأسها روسيا في مناطق الثوار بحلب.
وتقدمت قوات الأسد ، أمس الإثنين، في مناطق جديدة شرقي حلب بعد حصار وقصف جوي مركز على المنطقة دام نحو 5 أشهر؛ الأمر الذي قلص مناطق سيطرة الثوار إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قوات الجيش الحر ونحو 100 ألف نسمة من المدنيين.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن قوات الأسد باتت تسيطر على أكثر من 95 بالمئة من مدينة حلب، فيما تشير تقارير إعلامية إلى ارتكاب قوات الأسد إعدامات ميدانية في المناطق التي تدخل سيطرتها في مناطق حلب الشرقية.
ووفقًا لمعلومات من مصادر محلية في المنطقة، فإن قوات الأسد والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، شرعت بقتل عدد كبيرٍ من المدنيين في حيي الفردوس والكلاسة بالجزء الشرقي من حلب، وشمل ذلك إحراق نساء وأطفال وهم أحياء.
المصدر : وطن اف ام