أخبار سورية

لاجئة سورية: مأساة حلب أطفأت فرحة عيد الميلاد

لم تقتصر جرائم النظام على فئة دون أخرى، فأعمال القتل والتدمير الممنهج التي مارسها على مدى 5 سنوات منذ انطلاق الثورة ضد حكمه لم تفرق بين مسلم ومسيحي أو كبير وصغير.

شهادة روتها اللاجئة السورية المسيحية “ديما باسيل” التي هربت من جحيم نظام بشار الأسد إلى لبنان قبل أكثر من عامين، متذكرة إياها مع قرب الاحتفال بعيد الميلاد الذي لن تشعر به هذا العام “والأطفال تقتل والناس تموت جوعى”.

ديما (37 عاما) التي ولدت في مدينة حماة من عائلة مسيحية، وقضت معظم حياتها في العاصمة دمشق، عاصرت مدة ليست بقليلة من الأحداث التي تشهدها سوريا منذ اندلاع الحراك الشعبي ضد نظام الأسد في مارس/آذار 2011، فشاهدت فظائع قتل وإرهاب.

مشاهد روتها ديما لوكالة الأناضول منذ بداية اندلاع الأزمة حيث “منع النظام في الأشهر الأربعة الأولى أجراس الكنائس من أن تقرع، والنساء من أن تخرج للصلاة في الكنائس”.

وأبشع ما شاهدته ديما حين أقدم مسلح ببزة عسكرية (من القوات الموالية للأسد) وأمام ناظريها على ذبح شاب في مشهد مروع دفعها للتفكير هي وزوجها بالهرب من أجل حماية طفلها كي لا تفجع به، أو تراه ميتا تحت الركام بسبب القصف المجرم على الأحياء والبلدات، بحسب ما عبرت عنه اللاجئة السورية.

ديما التي تعيش اليوم مع زوجها وولدها الصغير ذو السنتين ونصف في بلدة “حلبا” شمال لبنان، لا تشعر بمعنى عيد الميلاد ولا بنكهته “أمام مشاهد قتل الأطفال التي يندى لها الجبين في حلب وفي سائر المدن السورية”.

وتقول بصوت يكسوه الحزن والألم: “أنا أم ولا أستطيع أن أتحمل هذه المشاهد المروعة التي ترتكب بحق الأمهات والطفولة البريئة، فكم هي بشعة تلك المناظر حينما ترى طفلاً يغطي وجهه الدماء والغبار وجثته ملقاة على قارعة الطريق، أو آخر تتوجع أمه وتتلوى على فراقه وهي تحمل جسده الطري”.

والدموع تسبق كلماتها تتابع ديما: “صحيح أننا وضعنا شجرة ميلاد في بيتنا هنا في لبنان لكنها ليست تعبيرا عن الفرحة، بل من أجل طفلنا الصغير كي لا يشعر بفارق بينه وبين نظرائه، وكي يشعر بطفولته”.

وتساءلت: “كيف نحتفل بعيد الميلاد وأطفال حلب يقتلون والناس جوعى والأطفال تموت تحت الدمار ويلاحقها العذاب”.

وتضيف ديما أنها “لا تعرف معنى العيد والعائلات تشرذمت وتشتت، وكم أصلي كي نعود أنا وعائلتي وأقربائي ونجتمع خلف طاولة واحدة نستقبل العيد معاً”.

ورغم اختلاف العادات والتقاليد بين سوريا ولبنان التي يعيش به أكثر من مليون لاجئ سوري، غير أن ديما رأت فيه المكان الآمن لمستقبل طفلها “في زمن لا تميز فيه لبراميل بين كبير وصغير”.

وتتذكر بحسرة كيف أنه “في فترة الصيام كنا ندخل الكنيسة لنصلي يومياً ونستقبل ميلاد المخلص، اليوم كله تبدد وتغير للأسف”.

وتتابع ديما: “لماذا الظلم؟، ألا يمتلك النظام الشفقة والرحمة، الأمهات ثكلى، وبيوت الناس تدمر على الرؤوس، والبنايات تتهاوى”.

وتوجهت إلى الأسد قائلة: “إذا كنت تريد محاربة الارهاب فما ذنب الشعب، ابتعد عن الناس وبيوتها، ولا داعي لرمي البراميل وهدم البيوت وقتل الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم صغار”.

وتساءلت: “ألا يعي معنى ما قاله السيد المسيح؟ “كما تدين تدان”، فما جربه في لبنان نعيشه اليوم في سوريا”.

ومنددة بما يفعله النظام قائلة إنه “يقتل الجميع ولا يفرق بين مسلم شيعي أو سني أو مسيحي، أياديه ملطخة بالدماء والذبح (..) لا يكتفي بالكيماوي والبراميل، بل يقتل الناس بالغلاء بتجويع الناس بالحصار”.

وطن إف إم/ اسطنبول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى