يتعرض حي الوعر كسائر المناطق السورية لسلسلة منخفضات جوية قاسية، أدت لانخفاض درجات الحرارة لما دون الصفر، مما يتسبب ببرودة شديدة.
ولايملك سكان الحي المحاصر منذ أربع سنوات أي وسائل تدفئة، فمنذ ذاك الحين منعت قوات النظام المحروقات من دخول الحي نهائيا، مما اضطر السكان للجوء للحطب الذي أصبح ينضب عاما بعد عام، حتى وصل الحي لندرة شديدة هذا العام أدى لوصول ثمنه لأسعار فلكية لاقدرة لسكان الحي لاقتنائه حيث أصبح ثمن الطن الواحد أكثر 700 دولار، ومما فاقم الأزمة هو الاعتماد على الحطب في الطهي وصناعة الخبز.
ويقول حسان أحد سكان الحي: “سعر كيلو الحطب بالوعر 350 ليرة لذلك قررت اتدفا عالتياب والكنبايات والتخت وكلشي بينحرق عندي بالبيت عم احرقو”، وظهر نتيجة ذلك بائعيون للثياب المعدة للحرق والأثاث المنزلي الهشبي المناسب للحرق أيضا والذي يستخرج بمعظمه من البيوت المدمرة نتيجة القصف الذي يشنه النظام ضد الحي.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة لا يستطيع أكثر من 60% من سكان الحي توفير التدفئة لعوائلهم، ويقول خالد في ذلك: ” نلبس كل مانستطيع من الثياب ونتغطى بالبطانيات طول اليوم لنواجه البرد القارص، أطفالنا من كثرة البرد وعدم وجود تدفئة دائمي المرض ومنخفضي المناعة”.
وفي هذا السياق يلاحظ ارتفاع كبير في المراجعات للمشافي والنقاط الطبية لمرضى يعانون نزلات البرد والرشح والكريب والأمراض المرتبطة بنقص المناعة والبرد، ويقول الصيدلاني أبوحمزة المقيم في الحي: “الذي يزيد الأزمة تفاقما هو سلبيات الحصار المرتبطة بنقص الدواء والغذاء المناسب بالإضافة لإنعدام المحروقات، حيث لك نعد نملك أي دواء لصرفه للمرضى فالحال يرثى لها”.
ويعيش الحي حصارا متجددا منذ شهرين فاقمته المنخفضات الجوية التي تسببت ببرد قارص وزاده نفاذ الدواء من الحي حيث يقف الأطباء عاجزين عن تقديم العلاج للمرضى.
محمد الحميد/ حمص/ وطن إف إم