تناول الناشطون أمس ما حصل في قرى وبلدات الشمال السوري من اقتتال ، حيث بلغ ذروته منذ مساء الأمس مع بداية الحملة الجديدة لجبهة “فتح الشام” ، ضد عدد من الفصائل الثورية ، في خطوة هي الأولى للجبهة بعد فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة ، دون تبيان الأسباب الذي دفعتها للاقدام على هذه الخطوة.
و بدأت أحدث عمليات فتح الشام ضد جيش المجاهدين الذي ينتشر في ريف حلب الغربي و الشرقي ، حيث هوجمت مقراته في الحلزونة بالقربة من “الدانة” ، كما هاجمت الخطوط الخلفية لمناطق رباط الجيش على جبهة الراشدين ، مما تسبب بقطع خطوط الامداد. بحسب مراسلنا
في الوقت الذي تتضارب فيه الروايات التي تعزو سبب هذه الحملة ، التي سبق و أن حذر منها جيش المجاهدين قبل يومين ، فبعض المصادر أكدت أن السبب يعود إلى رغبة “فتح الشام” بالسيطرة على أحد أقوى الفصائل في المنطقة المحيطة بحلب و أكثرها تسليحاً ، في حين أشارت روايات إلى رغبة بانهاء القيادة الحالية لجيش المجاهدين ، و استبدالها بأخرى ، الأمر الذي يجد قبولاً من بعض العناصر و رفضاً من آخرين وهذا ما فسرته الرواية على أنه سبب للاشتباك.
ومع غياب الرواية الرسمية ، يذهب أنصار فتح الشام إلى أن السبب يعود إلى اتهام جيش المجاهدين بالعمالة و التهم التي سبق و أن وجهت لـ ١٣ فصيل عمدت فتح الشام عندما كان اسمها “النصرة” ، على إنهائها .
و في تسجيل صوتي يعود لقائد غرفة عمليات الراشدين ، التابعة لجيش المجاهدين ، أعلن النقيب أمين مليحس انضمام الجيش إلى حركة أحرار الشام الاسلامية ، و لكن حتى اللحظة لم يصدر أي بيان رسمي من أي طرف .
جيش المجاهدين ينضم إلى أحرار الشام وأكثر من 30 داعية يدينون ” عدوان ” فتح الشام عليه
وانتقل التوتر من ريف حلب الغربي إلى إدلب، والتي شهدت هي الأخرى توتراً كبيراً حيث عمد الأهالي والفعاليات المدينة لقطع الطرقات والدعوة لتظاهرات في المناطق الرئيسية لمنع أي ارتال من التحرك في مناطقهم، فيما شهدت بلدة معرشورين اشتباكات بين فتح الشام ومجموعات تابعة لجيش المجاهدين، كما اندلعت اشتباكات في مدينة كفرنبل بين جبهة فتح الشام وحركة أحرار الشام بعد اعتراض الأخير لرتل للجبهة ومنعه من العبور من المدينة، خلفت عدد من الجرحى، فيما تشهد مناطق المحافظة توتراً كبيراً وسط شحن كبير بين الفصائل العسكرية، ورفض قاطع لأي نوع من الاقتتال من قبل الفعاليات الشعبية.
فصائلياً لم يظهر قرار حاسم من أي فصيل ، باستثناء صقور الشام الذي دعى قائدة أبو عيسى الشيخ إلى قتال “فتح الشام” ، و قال في احدى التغريدات على توتير :”دافعنا عنهم في المحافل فآثروا الغدر والختر والطعن في الظهر، اصطففنا معهم وشددنا أزرهم فاصطفوا مع المجوس وأنقضوا ظهرنا .”
وظهر الشيخ في فيديو غاضب جداً يطالب الفصائل فيه باجتثاث فتح الشام داعياً الثوار إلى الغضب في مواجهتها وعدم الرجوع عن هذه الخطوة.
فيما أعلن الأمير والشرعي في فتح الشام علي العرجاني” انشقاقه عن “البغاة “بسبب الظلم والفساد والإعتداء على فصائل الثورة” بحسب تعبيره.
ودان ٣٢ شيخاً و شرعي من العاملين في سوريا ، الهجوم الذي بدأته جبهة “فتح الشام” منذ ليل الأمس ، على الجبهة الشامية وجيش المجاهدين وغيرها من فصائل الثورة ، مطالبين عقلاء الجبهة بأن “يتقوا الله في الشام وأهله”، وأن يكفوا عن عدوانهم وأن لا يشمتوا الأعداء.
كما قالت “الجبهة الشامية”، التابعة للجيش الحر، اليوم الثلاثاء، إن عناصر من “جبهة فتح الشام” يحاصرون مقراتها في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع هجوم تشنه الأخيرة على “جيش المجاهدين” في ريفي حلب وإدلب.
وقال مدير المكتب الإعلامي في “الجبهة الشامية”، ويدعى “أبو حمو”، إن “فتح الشام” تحاصر عدة مقرات لهم، في مدينتي حريتان وعندان وبلدة حيان شمالي حلب، مشيراً إلى عدم اعتقالها أي من المقاتلين، أو الاستيلاء على أي سلاح، أو اندلاع اشتباكات، حتى الآن ، حسب وكالة سمارت.
وأوضح “أبو حمو” أن حصار “فتح الشام” لمقرات “الجبهة الشامية”، في هذه المنطقة يؤثر بشكل مباشر على نقاط القتال مع قوات الأسد في منطقتي الطامورة وجمعية الزهراء بحلب، من خلال قطع طريق الإمداد.
وطن اف ام