أربعة أعوام مضت على استخراج اهالي مدينة حلب المهجرين من مساكنهم جثث أبنائهم الذين ظلوا مغيبين لأعوام داخل سجون نظام الأسد الاستخبارتية المظلمة قبل أن تبصر النور أجسادهم التي اعتقلت قسراً على الحواجز الأمنية.
قبل أربعة أعوام استيقط سكان مدينة حلب في الأحياء الشرقية التي كان يسيطر عليها الثوار على صدمة انسانية بشعة، عشرات الجثث تملئ نهر قويق الذي يمر بمناطقهم قذفها النهر بعد فتح عنفاته من قبل نظام الأسد الذي يسيطر على الضفة الغربية من المدينة .
أكثر من “ثلاثمئة” جئة لمدنيين كانت أسمائهم داخل أدراج المغيبين لم يعترف النظام بوجودهم عنده، كانت جثثهم تطفوا على طول نهر قويق الممتد من الأحياء التي يسيطر عليها النظام غرب المدينة ووصولاً إلى ريفها الجنوبي.
في أولى أيام ظهور المجزرة عثر الناشطون والمدنييون على “تسعين” جثة إلا أن عمليات البحث استمرت لأكثر من اسبوعين، نتيجة تواصل ظهور الجثث المتنفخة والتي كانت تظهر عليها آثار تعذيب عنيفة.
ولم تتوقف عمليات البحث على منطقة بستان القصر وجسر الحج التي يسيطر عليها الثوار والتي وصل عدد الجثث التي تم اخراجها “مئتين وعشرين جثة”، كما استمرت لتصل إلى قرى في ريف حلب الجنوبي التي عثر فيه ناشطون على أكثر من “أربعين” جثة في غضون أيام قليلة.
بعد خروج المجزرة إلى العلن، اتهم نظام الأسد معارضيه بارتكابهم المجزرة، الأمر الذي نفته وقائعها وأهالي الشهداء قبل أن ينفيها الحدث، خاصة وأن معظم الشهداء التي ملأت أجسادهم سطح نهر قويق كانوا من الشباب الذين تم فقدان الاتصال بهم في مناطق سيطرة نظام الأسد كما أكد ذويهم، إضافة إلى حديث بعض الأهالي عن قيام النظام باعتقال أبنائهم القتلى من منازلهم قبل دخول فصائل الجيش السوري الحر إلى المدينة، وهو مايؤكده مظهر الشهداء المكبلة أيديهم وآثار التعذيب الظاهرة على أجسادهم الضعيفة.
كما أن عملية وصول الشهداء إلى مناطق الثوار ناجم عن عملية زيادة ضخ مياه النهر الذي تتحكم بعنفاته قوات النظام كما أكد ناشطون، نظراً لمرور مياه النهر بالقرب من الأفرع الأمنية المنتشرة في المدينة.
أربعة أعوام مرت ولاتزال ذكرى المجزرة المروعة تسيطر على عشرات العائلات التي فقدت أبنائها، قبل أن تسيطر على أذهان المدنيين الذين استيقذوا على روائح الجثث ومناظرها الأليمة.
منصور حسين – وطن اف ام