علق بشار الأسد، الخميس، على مرسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى بلاده وأثار استهجانا واسعا حول العالم.
وقال الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية بثت الخميس، إن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحظر دخول السوريين الولايات المتحدة “ليست ضد الشعب السوري”.
وأضاف الأسد في المقابلة التي أجراها بالإنجليزية مع إذاعة “أوروبا 1” وتلفزيون “تي أف1″، أنها “ضد الإرهابيين الذين قد يتسللون مع بعض المهاجرين إلى الغرب وهو ما حدث. حدث في أوروبا وخاصة في ألمانيا”.
وكشف الأسد أن ما يثير قلقه هو ليس إغلاق إمكانية توجه السوريين إلى الولايات المتحدة، بل مسألة إعادتهم إلى سوريا. وأكد أنه سيكون سعيدا عندما يرى اللاجئين السوريين الذين يعودون لسوريا لأنهم يريدون ذلك فعلا.
وزعم أن السوريين يغادرون البلاد هربا من “الإرهاب” وبسبب العقوبات الغربية المفروضة على البلاد. وأضاف أنه سيطلب من الرئيس الأمريكي والدول الغربية رفع الحصار التجاري والكف عن دعم ما أسماهم “الإرهابيين”.
ويشمل قرار ترامب حظر دخول رعايا سبع دول ذات غالبية إسلامية، هي “إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن وسوريا”، علما بأن إيران والعراق هما أهم حلفاء الأسد.
ومنع مرسوم ترامب دخول اللاجئين من كل الجنسيات إلى الولايات المتحدة لفترة أربعة أشهر، في حين أن اللاجئين السوريين منعوا من الدخول حتى إشعار آخر.
من صاحب القرار بسوريا
وعلى صعيد اتخاذا القرارات في سوريا، قال بشار الأسد أن أجهزته هي التي تتخذ القرارات في البلاد، وليس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف أن روسيا تحترم “السيادة السورية”، وكانت تنسق معه في كل مرحلة إستراتيجية أو تكتيكية من مراحل عمليتها بسوريا. وشدد على أن الروس لم يفعلوا شيئا أبدا دون أن يتشاوروا مع السوريين.
واستدرك الأسد: “لكن لولا الدور الروسي، لكان الوضع في سوريا اليوم أسوأ”. وتابع الأسد أنه لا يعرف ما إذا كانت زمرته الحاكمة ستصمد أم ستسقط بدون إطلاق العملية العسكرية الروسية في سوريا، مؤكدا أن الدعم الروسي لعب دورا حاسما في إضعاف تنظيم الدولة وجبهة النصرة”.
ورفض الأسد مقارنة الغرب بينه وبين تنظيم الدولة، قائلا: إنه لا يحق للدول الغربية أن تحدد مستقبل سوريا بدلا من السوريين، مصرا على أنه لا يمكن للغرب أن يقرر من سيكون أفضل بالنسبة لسوريا “بشار الأسد، أم تنظيم الدولة”.
ولفت إلى أن استعادة جيشه السيطرة على مدينة حلب، كانت خطوة مهمة جدا، لكن من السابق لأوانه الحديث عن إحراز انتصار نهائي في الحرب ضد شعبه.
وجدد الأسد اتهامه الغرب، وخاصة بريطانيا وفرنسا، بدعم “الإرهابيين” في سوريا. لكنه أكد في الوقت نفسه استمرار “الاتصالات غير المباشرة” بين مخابراته والاستخبارات الفرنسية على الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وباريس.
وأكد أن عضوا في الاستخبارات الفرنسية كان بين أعضاء وفد برلماني فرنسي زار سوريا مؤخرا، مضيفا أن هناك قنوات عديدة لمثل هذه الاتصالات غير المباشرة.
منع العفو الدولية “مسألة سيادة”
ورفض الأسد السماح لوفود تابعة لمنظمة العفو الدولية بزيارة سوريا. وأوضح أن ذلك “مسألة سيادة “. وتساءل عما إذا كان من الممكن أن تقبل باريس زيارة وفد سوري لتقصي الحقائق حول هجمات الجيش الفرنسي على الليبيين أو حصول ساركوزي على مبالغ مالية من القذافي.
وشدد على أن نظامه لن يسمح للعفو الدولية بزيارة البلد تحت أي ظرف من الظروف ومهما كان السبب.
ويأتي تصريح الأسد بعد أن نشرت المنظمة تقريرا حول عمليات إعدام جماعية دون قرارات قضائية في سجن “صيدنايا” العسكري.
وشدد الأسد على أن هذا التقرير، الذي وصفه بأنه “عار” بالنسبة للمنظمة الدولية المعروفة في العالم برمته، لا يتضمن أي أدلة أو حقائق، بل يعتمد على ادعاءات عديمة الأساس فقط.
ونفى بشار في الوقت ذاته، الاتهامات التي وجهتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى جيشه باستخدام أسلحة الكيميائية في حلب. ووصف جميع الاتهامات التي وردت في تقرير المنظمة بأنها كاذبة.
وكالات/ وطن إف إم