حصلت إذاعة (وطن إف إم) على معلومات مستندة إلى شهادات تفيد بعقد نظام الأسد صفقة لشراء النفط الخام والقمح من تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) عبر وسيط يدعى “حسام قاطرجي”.
عرّاب التجارة الداخلية بين الأسد وداعش
ويرأس عضو مايسمى “مجلس الشعب” التابع الأسد “حسام قاطرجي” شبكة تجارية تنشط بين مناطق سيطرة تنظيم الدولة ونظام الأسد. ويعتبر “حسام قاطرجي” صاحب نفوذ كبير في دولة الأسد وأحد شركاء رجل الأعمال السوري المشهور “رامي مخلوف” ابن خالة بشار الأسد.
وبرز اسم “قاطرجي” في مناطق سيطرة تنظيم الدولة خلال الفترة الماضية بعد أن اجتاحت بضائع القاطرجي من المواد الغذائية والتموينية مناطق سيطرة تنظيم الدولة في سورية والعراق.
داعش يتولى إيصال النفط لمصفاة حمص
واستطاعت إذاعة (وطن إف إم) التواصل مع مصدر محلي وهو سائق لصهريج نفط من محافظة الرقة عرّف عن نفسه باسم “أبو عماد “. وقال المصدر: “إن تنظيم الدولة قام بتسليم حقل العمر النفطي الواقع في محافظة ديرالزور وعدة آبار نفط في محافظة الرقة “ذات الجودة العالية” لمستثمر يدعى حسام قاطرجي بعقد لمدة عام واحد”. بدوره قام القاطرجي بالتعاقد مع 400 صهريج لنقل النفط من بينهم (مصدرنا) “أبوعماد”.
وبيّن المصدر أن عملية ايصال النفط الخام من مناطق سيطرة التنظيم المتطرف إلى مناطق سيطرة الأسد تتم كل يوم أو يومين تقريباً بواسطة 400 صهريج من حقل العمر في ديرالزور الخاضع لسيطرة المتطرفين الى مصفاة حمص الخاضعة لسيطرة الأسد ليتم تكرير النفط فيها.
وشرح “أبو عماد” سير عملية نقل النفط عبر الصهاريج من حقل العمر الخاضع لسيطرة التنظيم في ديرالزور، ثم الى مدينة الطبقة “غرب مدينة الرقة50كم”،ومن ثم الى حمص عبر طريق (سلمية-الرقة) والخاضع لسيطرة قوات الأسد وتنظيم الدولة مناصفةً. علماً أن هذا الطريق مغلق أمام حركة سير المدنيين.
الذهب مقابل النفط
وأضاف “المصدر” أن التنظيم يقبض ثمن النفط من نظام الأسد بمعدن الذهب بدل العملة المحلية أو العالمية.
وعند سؤالنا “أبو عماد” إن كانت حواجز النظام أو الميلشيات التابعة له تتعرض لهم على الطريق فقال: “إن من بين سائقي الصهاريج من هم مطلوبون للنظام، ومنهم جنود منشقون عن النظام، لكن النظام لايسيطع التعرّض لهم بموجب اتفاق مبرم بين تنظيم الدولة ونظام الأسد”.
وأضاف “المصدر” أن الاتفاق كان بوساطة “حسام قاطرجي” ومن بنود الاتفاق ان يقوم الوسيط والذي كان كفيل للفريقين”النظام وتنظيم الدولة ” برهن مبلغ 500الف دولار لدى تنظيم الدولة لضمان عدم اعتقال أو مضايقة أحد من السائقين وفِي حال تم ذلك سيصبح المبلغ من نصيب تنظيم الدولة.
المواد الغذائية والتموينية مقابل القمح
وبعد أن تحققنا من صفقة بيع النفط بين تنظيم الدولة ونظام الأسد تابعنا تحقيقنا لمعرفة ما اذا كان هناك صفقات تجارية أخرى بين الطرفين حيث استطعنا الوصول الى معلومات موثّقة بشهادة تفيد بأن هناك صفقات أخرى لبيع القمح والمواد الغذائية والتموينية بين النظام وتنظيم الدولة حيث تتم العملية بين الطرفين عبر الوسيط ذاته “حسام قاطرجي”.
وقام “قاطرجي” بشراء كميات كبيرة من القمح من تنظيم الدولة في محافظات “الرقة وديرالزور وريف الحسكة “. وتمكنت إذاعة (وطن اف ام) من التواصل مع شخص يدعى “أبو أحمد” من محافظة الرقة ويعمل في مجال التجارة. وقال “أبو أحمد”: “إن “حسام قاطرجي” اشترى كميات كبيرة من القمح من مايسمى ديوان الزكاة التابع لتنظيم الدولة في محافظة الرقة، وقام بنقل القمح عبر شاحنات الى مناطق سيطرة النظام في مدينة حماة”.
وذكر “أبو أحمد” أن تنظيم الدولة استولى على القمح من المزارعين والتجار تحت مسمى ” الزكاة”، والقسم الآخر “غنمه” من صوامع مدينة تدمر وصوامع المناطق التي يسيطر عليها في المنطقة الشرقية.
وأضاف “أبو أحمد” أن “حسام قاطرجي” يقوم ايضاً بإدخال المواد الغذائية والتموينية والخضار من مناطق سيطرة النظام الى مناطق سيطرة تنظيم الدولة ليقوم ببيعها في السوق المحلية. وفِي حادثة يذكرها “أبو أحمد” يقول: “إن محافظة الرقة مرت بأزمة فقدان المواد التموينية والخضار وعلى رأسها السكر، واستمرت هذه الأزمة لحوالي شهرين الى ان قام قاطرجي بإدخال كميات كبيرة من السكر والخضار من مناطق النظام عبر طريق (سلمية-الرقة) الى محافظة الرقة التي تقع تحت سيطرة التنظيم وقام ببيعها بأسعار عالية بتنسيق وشراكة مع تنظيم الدولة الذي وافق على ادخال المواد بعد حصوله على نسبة من المبيعات”.
ملاحظة” الشهادات مرفقة بتسجيلات صوتية للشهود نتحفظ على نشرها حالياً لسلامة الشهود في مناطق التنظيم.
مهاب ناصر/ الرقة/ وطن إف إم