كشف ناشطون ومعارضون سوريون عن تعرض توربينات “سد الفرات” لقصف عنيف ما أدى إلى توقف التوربينات عن العمل.
وذكر الإعلامي إبراهيم جبين أن سيارات تتبع لما يسمى “الحسبة”، وهي “شرطة داعش” تتجول بشوارع مدينة الرقة، وتطلب من الأهالي والنازحين مغادرتها بسبب قرب انهيار سد الفرات بأي لحظة من الآن. وهذا ما أكدته صفحة الرقة بعيون أهلها في فيسبوك.
وأكدت صفحة الرقة تذبح بصمت: “خروج سد الفرات عن الخدمة”، مشيرة إلى أن تنظيم داعش أعلن أنه غير قادر على إرسال ورشات الصيانة نتيجة لـ الغارات الجوية من قبل التحالف الدولي، لكنها قالت أيضا إن سيارات الحسبة التابعة لتنظيم داعش بدأت تتجول في شوارع مدينة الرقة من جديد وتذيع نبأ مفاده أن خطورة انهيار السد قد زالت وتطلب من المدنيين البقاء في المدينة.
تاريخ السد
يقع سد الفرات بالقرب من مدينة الثورة، ويبعد عن مدينة الرقة بحدود 50 كيلومترا. ويبلغ طول السد أربعة ونصف كليومتر، بارتفاع يتجاوز الستين متراً. وتتشكل خلفه بحيرة كبيرة بطول 80 كلم، بعرض 8 كليومترات، وتحتجز كمية مياه تبلغ 14 ألف مليار متر مكعب. وبحسب المعلومات التي سجلها السوريون في ويكيبيديا، فقد تمت المباشرة في بناء السد من عام 1968 على نهر الفرات واستمر نحو 5 سنوات تقريبا.
وشملت مراحل البناء، ارتفاع الأبنية الضخمة وجسم السد والمنشآت ومحطات التحويل والمحطة الكهرومائية لتوليد الطاقة الكهربائية، وتحويل مجرى النهر والأقسام الثابتة من المولدات الكهربائية ومجموعات التوليد الكهرومائية. وتخزن بحيرة الأسد ما يزيد على 11,6 مليار متر مكعب من المياه. ويعتبر سد الفرات واحدا من أكبر السدود في سوريا والوطن العربي.
لكن ماذا لو انهار سد الفرات؟
هذا يعني، بحسب ناشطين:
أولا: غرق مدينة الرقة بالكامل بارتفاع مياه تصل نحو 16 مترا، ومدينة دير الزور والبوكمال أيضا بارتفاع 4 أمتار، مع القضاء بالكامل على البنية التحتية لهذه المدن، ويشمل ذلك جميع محطات الكهرباء والمياه والمباني والطرق”.
ثانيا: تهديد لحياة أكثر من 3 ملايين نسمة من سكان المناطق وتشريدهم بأحسن الأحوال لو تمكنوا من إنقاذهم.
ثالثا: القضاء على الثروة الحيوانية والنباتية والبنية التحتية للأراضي التي تم استصلاحها للزراعة المروية في حوض الفرات.
رابعا: القضاء على 80% من الثروة الإنتاجية النفطية السورية.
خامسا: طمس جميع المعالم الأثرية الواقعة بين مدينة الرقة والحدود العراقية التي يتجاوز عمر بعضها آلاف السنين قبل الميلاد، وأهمها حلبية وزلبية وتل الحريري والصالحية.
ضياع وركود وترقب
ميدانيا، شهدت الأيام القليلة الفائتة حركة نزوح من مدينة الرقة باتجاه الحقول الزراعية وريف المدينة مع تزايد الأنباء عن قرب بدء معركة الرقة والتقدم الذي تحرزه “ميليشيات قسد” التي تشكل وحدات حماية الشعب الـ YPG عمودها الفقري، حيث أحرزت الأخيرة تقدما من جهة الشرق باتجاه المدينة بعد السيطرة على بلدة الكرامة في الريف الشرقي واقترابها من قرى الحمرات.
وأيضاً هناك إشاعات يتناقلها الأهالي تتحدث عن أعمال التهجير والنهب التي تقوم بها ميليشيات “قسد” في المناطق الخارجة عن سيطرة التنظيم.
ويعتبر ريف الرقة الشمالي أكثر المناطق أمناً نسبيةً، خصوصاً أن جبهات ريف الرقة الشرقية والغربية مشتعلة.
من جهة أخرى، تسيطر حركة ركود كبيرة على أسواق الرقة وحالة من الخوف من القادم نتيجة التغييرات والحركة الكبيرة للتنظيم من نقل لمهاجرين من الريف الغربي باتجاه الرقة، وقسم آخر باتجاه ريف دير الزور الشرقي، وهي بوادر تفيد بقرب نهاية تواجد التنظيم في الرقة.
وكالات/ وطن إف إم