أفادت وسائل إعلام أميركية – نقلاً عن مسؤولين بوزارة الدفاع البنتاغون – أن قوات النظام نقلت طائراتها الحربية إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية،
وذلك بحسب المصادر لوضعها تحت حماية الصواريخ المضادة للأهداف الجوية، تحسباً لأي هجمات جديدة محتملة للولايات المتحدة.
وذكرت قناة CNN التلفزيونية الأميركية، عن مصادر عسكرية في الولايات المتحدة، أن نظام الأسد قام بنقل معظم أو كل طائراته العسكرية إلى المنطقة المحيطة بالقاعدة الروسية في حميميم، وقالت إن النظام يلجأ بهذا الإجراء إلى حماية ترسانته العسكرية من أي ضربات جديدة لواشنطن.
تأتي هذه الخطوة عقب القصف الأميركي على مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص، عبر إطلاق 59 صاروخاً من طراز “توماهوك”، بعد 3 أيام من الهجوم الكيمياوي الذي نفذه نظام الأسد على مدينة خان شيخون بريف إدلب، والذي أدى إلى مقتل 100 مدني بينهم أطفال ونساء وإصابة 400 آخرين بحالات تسمم واختناق.
وقال المسؤولون إن هذه الطائرات جرى نقلها من مطار “باسل الأسد الدولي” باتجاه قاعدة حميميم العسكرية، خشية تعرضها لضربات صاروخية أميركية محتملة.
وكانت مصادر في المعارضة أكدت أن الضربة الأميركية أسفرت عن تدمير برج المراقبة بمطار الشعيرات، وتدمير 15 مقاتلة من نوع سوخوي، وأن المطار توقف عن الخدمة بالكامل، فيما نقلت يومها وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر عسكري في مطار الشعيرات، أن صواريخ “توماهوك” الأميركية ألحقت خسائر جسيمة بالمطار وبجميع محتوياته، وأضاف “جميع الطائرات في القاعدة خرجت من الخدمة ويمكن القول إنها دمرت بالكامل”.
وجاء كلام المصادر العسكرية الأميركية لـ CNN، عن نقل الطائرات إلى حميم، بعد تصريحات عديدة ومتلاحقة من المعارضة السورية حول نقل الأسد طائراته الحربية إلى قاعدة حميميم التي تديرها روسيا.
وقبل يومين أكد مركز حماة الإعلامي عن قيام الأسد بإفراغ مطار حماة العسكري من المقاتلين الروس والإيرانيين والأفغان الشيعة، ووضعهم في محطة القطار الواقعة في حي البعث داخل مدينة حماة، بالإضافة إلى وضع الضباط الروس والمقاتلين الإيرانيين ذوي الرتب العالية في أبنية بالقرب من محطة القطار.
أكّد المركز وجود ما يقارب 300 عنصر روسي قدموا منذ شهر من مطار حميميم العسكري إلى مدينة حماة والمتواجدون حالياً في محطة القطار.
وكانت روسيا أعلنت من جهتها، عن مجموعة من الإجراءات لما قالت إنه تعزيز للدفاعات الجوية للنظام بعد ضرب مطار الشعيرات ومن هذه الإجراءات تعزيز منظومات أس 300 و400 الصاروخية، المكلفة بحماية الوجود الروسي خصوصا في قاعدة حميميم.
يذكر أن الضربات الأميركية لقاعدة الشعيرات لقيت الجمعة ترحيباً شاسعاً من قبل العديد من الدول العربية، فضلاً عن فرنسا وألمانيا وتركيا، في حين ندد كل من روسيا وإيران، حليفتي الأسد بها، واعتبرتها موسكو تهديداً للتعاون بينها وبين أميركا، وعلقت اتفاقية سلامة الطيران بينهما في سوريا.
مطار حميميم
الجدير بالذكر أن روسيا اتخذت من مطار “حميميم” أو ما كان يُعرف بـ (مطار الشهيد باسل الأسد الدولي) قاعدة عسكرية جوية لها، وذلك بعد أقل من أسبوعين من إعلان موسكو رسمياً تدخلها الجوي في سوريا لتدعم نظام الأسد في نهاية شهر شباط/فبراير 2016.
وكانت الـ “واشنطن بوست” كشفت عن اتفاق سري بين روسيا ونظام الأسد الذي أبرم بتاريخ 26 آب/أغسطس 2015 المكتوب في سبع صفحات بين الطرفين والمكوّن من 12 مادة، يعتبر عقد إذعان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث يجرّد سوريا من أي حق في التدخل أو المطالبة بالمطار، واعتبار المطار أرضاً روسية لا سلطة سورية عليها.
وفسر محللون نقل طائرات الأسد إلى مطار حميميم، على أنه محاولة للاختباء وراء قواتها، خوفاً من الضربة المحتملة من أميركا، خصوصاً أن التصريحات الأميركية لم تهدأ منذ الضربة الأولى التي نفذت على مطار الشعيرات، بالتزامن مع تطمينات أميركية أنها لن تقصف القوات الروسية.
وطن إف إم/ وكالات