تعرّض عدد من عشاق نادي برشلونة الإسباني، للاعتقال في سوريا، ومن ثم سوقهم للخدمة الإلزامية في جيش الأسد. وذلك بعد حضورهم مباراة ناديهم الأثير، مع نادي ريال مدريد الذي هزم في تلك الواقعة بهدفين لثلاثة، بتاريخ 23 من الجاري.
وعلى الرغم من تحذيرات أنصار الأسد، وقبل بداية المباراة السالفة، بأن الشرطة العسكرية التابعة للنظام، سوف تستغل تجمّع الشبّان في المقاهي أو الشوارع الخلفية، لمتابعة مجريات المباراة التي لن يمكنهم مشاهدتها إلا عبر الاشتراك، إلا أن الشبان في محافظة طرطوس الساحلية تجمّعوا في بعض المقاهي، حباً بمتابعة فريقهم “برشلونة” وكان لهم النصيب الأكبر من الاعتقال ثم السوق للخدمة في جيش الأسد.
وأكّد موقع “تلفزيون الخبر” الموالي لنظام الأسد، في خبر نشره، الأربعاء، حصول عملية الاعتقال بعد القبض على “أكثر من 200 مطلوب لخدمة العلم أغلبهم من مشجعي برشلونة بعد الكلاسيكو، في طرطوس”. حسب ما جاء في خبره الذي نقله عن مصادر مختلفة.
ونقلت صفحات فيسبوكية موالية لنظام الأسد، حصول عملية القبض على مشجعي نادي برشلونة في طرطوس، بعد مباراته مع ريال مدريد.
وقالت صفحة “شبكة أخبار جبلة لحظة بلحظة” الفيسبوكية الموالية، في خبر لها بتاريخ 24 من الجاري، إن “الشرطة العسكرية بالتعاون مع قوى الأمن في طرطوس تلقي القبض على أكثر من 220 شاباً بعد انتهاء المباراة في شوارع طرطوس، من المطلوبين لخدمة العلم والدعوة الاحتياطية “. حسب ما جاء في الصفحة السالفة التي كانت استبقت بداية المباراة بتحذير ساخر: “اليوم، الكلاسيكو برعاية الشرطة العسكرية!”.
وكانت صفحة “مدينة طرطوس” الفيسبوكية الموالية، قد حذّرت مشجعي فريقي برشلونة وريال مدريد، من التعرض للاعتقال والسوق إلى الخدمة في جيش الأسد، عبر منشور تتهكّم فيه من تأسيس فيالق عسكرية تابعة للنظام: “أصدقائي الشرطة العسكرية: تبقّى لمباراة ريال مدريد وبرشلونة عضّة كوساية (كناية عن قصر الزمن). يعني إن شاء الله نسمع خبر تأسيس الفيلق السادس!”. وذلك في منشور للصفحة السالفة بتاريخ 23 من الجاري، قبل وقت قصير من بداية المباراة.
ويعاني جيش الأسد من نقص شديد بعدد الجنود والضباط، ويتبع كافة السبل لسوق الشبان للخدمة في جيشه، خصوصا بعد انهياره مع بداية عام 2013 وتحوّله شراذم مفككة، هنا وهناك، ثم حلول ميليشيات إيران الطائفية وقوات حرسها الثوري، مكان جيش النظام الذي أصبح مجرد اسم بلا مسمى كما تؤكد مصادر خبيرة بالشأن السوري.
وأدى انهيار جيش النظام وعجز ميليشيات إيران عن تقديم الحماية الكافية له، إلى قيام القوات الروسية بالتدخل مباشرة لحماية الأسد من السقوط، في 30 من شهر سبتمبر عام 2015.
وتقاتل ميليشيات إيران الطائفية التي تورطت بسفك دماء السوريين، وعلى رأسها “حزب الله” اللبناني، دفاعاً عن نظام الأسد وتأميناً لنفوذ إيران المتزايد في سوريا. خصوصاً بعد انهيار جيش الأسد الذي يلتقط الصور لعناصره أمام عدسات المصوّرين، بينما الذي يقوم بالقتال هو الميليشيات الإيرانية، وآخره ما حصل في معركة “شرق دمشق” الأخيرة في جوبر والقابون والعباسيين، عندما حققت المعارضة السورية مكاسب ميدانية كبيرة، فقامت إيران بإطلاق ميليشياتها في تلك المعركة، وعلى رأسها ميليشيات “النجباء” التابعة لها، وميليشيات “حزب الله” اللبناني، وميليشيات أخرى عديدة، بعد عجز بقايا جيش الأسد عن صدّ هجوم المعارضة، وقتذاك.
وقد نشرت ميليشيات “النجباء” التابعة لإيران، على موقعها الالكتروني، صوراً لعناصرها وهي تنتشر في شرق دمشق، في 23 من شهر مارس الفائت.
المصدر: العربية