يعيش مخيم زوغرة على مدار اليومين الأخيرين كحال المنطقة ككل من حالة ارتفاع بدرجات الحرارة يواجهها سكان المخيم بخيمهم العارية وبنقص كبير بالخدمات.
حيث يعاني قاطنوا مخيم زوغرة وجميعهم من مهجري حي الوعر الحمصي من مشاكل عديدة تعصف بالمخيم، وليس آخرها انقطاع المياه عن المخيم لستة أيام متتالية في بداية شهر رمضان المبارك، حيث عانى المخيم ومازال يعاني ولو بوتيرة أقل من قلة في المياه كان لها سببين الأول تعطل في أجهزة استخراج المياه، والثاني عدم توفر المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات التي تستخرج المياه من الآبار كما تعذر مجلس جرابلس المحلي، ليخفف إصلاح العطل من المشكلة ولكن لم يحلها، حيث أن سكان المخيم يقفون في طابور تعبئة المياه الطويل في الحر الشديد ليحصل كل واحد على 40 ليتر مياه، حيث كان مجلس جرابلس المحلي يؤمن ثلاث صهاريج تنقل المياه من الآبار لقطاعات المخيم لتخفيف ازدحام الناس فقام مؤخرا بتوقيفها، حيث يصف أبوعبدو أحد مهجري المخيم الحال قائلا: “مجلس جرابلس المحلي يريد أن يتكسّب على حساب الناس فيصنع مشاكلا ليستجدي لها دعما لا يقدمه للناس، فمنع الصهاريج من توزيع المياه، وتوقف عن تزويد المولدات بالمحروقات والتي تغذي الخيم بالكهرباء ويمنع أي أحد من العمل داخل المخيم ليخفف من المعاناة تحت تهديد السجن”.
وسجلت الكوادر الطبية العاملة في المخيم ارتفاع حالات التسمم والتهابات الأمعاء نتيجة استخدام مياه الآبار الغير نقية، ونتيجة ظروف المخيم الغير صحية، كما سجل حدوث أمراض جلدية سببها الأساسي قلة الاستحمام بسبب قلة المياه، وما زاد الطين بلة هو تهديد مجلس مدينة جرابلس بإغلاق النقطة الطبية الوحيدة في المخيم متعذرا بارتفاع حجم الاستهلاك الدوائي في المخيم، في حين تمنع المنظمات التركية ومجلس مدينة جرابلس أي منظمة أخرى تحاول تحمل العبء الطبي في المخيم، وصرح لنا الكادر الطبي العامل في المخيم قائلا: “بسبب سوء الوضع الصحي ونقص بالدواء والمعدات الطبية ونقص المياه تفشي اكثر من عشر حالات جرب داخل مخيم زوغرة وأكثر من مئة حالة التهاب امعاء حاد بسبب المياه الغير صالحة للشرب”.
“حياة أشبه بالجحيم” هكذا وصف أبوعمر حياته في المخيم واستطرد قائلا:” اخي تشعر أن الجميع يساهم في تفاقم مشاكل المخيم من المجلس لمدينة جرابلس وللمنظمات التركية افاد وihh، حتى إدارات المخيم القديمة والجديدة التي تتصارع على إدارة المخيم، والخاسر الأكبر هم المهجرون ساكني المخيم، فليس من المعقول ألا تقوم أي منظمة بتقديم أي مساعدات لأناس مهجرون من أرضهم في شهر رمضان، ولا أي شيء نهائيا”.
ويتسائل الكثير من سكان المخيم عن تغيب الفعاليات الثورية عن مساندتهم والوقوف معهم وتقديم العون لهم والغطاء للمنظمات الثورية لتعمل في المخيم، هذا الغطاء الذي يمنع أي منظمة سورية من تقديم الإغاثة إلا بموافقة وشروط تركية، حيث تتعامل المنظمات التركية والشرطة التركية مع المنطقة كجزء من تركيا فلا يستطيع أحد حتى إغاثة أهل المخيم إلا بشروطهم وبموافقتهم وإلا تعرض للسجن والإهانة، وتناسوا أنها أرض سورية.
ويستغل نظام الأسد هذا الحال المزري بتشجيع الناس على العودة لحي الوعر تحت حكمه، بتقديمه تسهيلات للعودة للحي ومنها احتمالية إرساله لباصات تعيد من يرغب بالعودة انطلاقا من بلدة تادف، مستغلا حجم المعاناة التي يتعرض لها الناس في المخيم.
محمد الحميد – وطن اف ام