تبدأ اليوم محاكمة عشر مهربين من ” بلغاريا و أفغانسان ” بقضية وفاة لاجئيين منهم سوريين وجدوا داخل شاحنة متوقفة على جانب طريق سريع في شرق النمسا في آب 2015.
وصرحت حكومة النمسا حينها إن عدد الجثث في شاحنة المهاجرين التي عثر عليها بلغ أكثر من 70 جثة.
ويواجه الأشخاص العشرة المشتبه فيهم اتهامات بأنهم أعضاء في مجموعة إجرامية وتسببت عملية النقل غير القانونية في وفاة اللاجئين في شاحنة تبريد في آب عام 2015 .وكل الرجال التسعة، وهم ثمانية أفغان وبلغاري، محتجزون في المجر.
وجرى العثور على الجثامين في عربة مهجورة في طريق سريع في النمسا عند بارندورف، الذي لا يبعد كثيرا عن فيينا، في ذروة أزمة الهجرة فيما يطلق عليه طريق البلقان. ونقل المهربون اللاجئين وهم من سوريا والعراق وأفغانستان في الشاحنة حيث اختنقوا.
وفي أقل من 12 شهرا في الفترة 2015 و2016، قطع أكثر من مليون شخص طريق البلقان من اليونان عبر مقدونيا وصربيا والمجر أو كرواتيا وسلوفينيا إلى النمسا، بوابتهم إلى البلدان الأكثر ثراء في أوروبا. وكانت المجر أول دولة في الطريق تغلق حدودها أمام اللاجئين والمهاجرين، في خريف 2015 .وأغلق الطريق رسميا قبل 13 شهرا، ما أدى إلى بطء تدفق اللاجئين والمهاجرين.
وشكلت الحادثة صدمة في الأوساط الرسمية والشعبية العالمية. ووسط مشاعر القلق على مصير أقارب فقدوا في طريقهم من سوريا إلى غرب أوروبا انتظر شابان في لهفة لمعرفة معلومات خارج إدارة الطب الشرعي في فيينا التي نقلت إليها جثث بعض من المهاجرين الموتى الواحد والسبعين.
وقال أحد الشابين السوريين الكرديين، حينها، “لم نسمع عنهم شيئا منذ ثلاثة أيام. آخر مرة سمعنا منهم كانوا في المجر”. وأضاف ويداه ترتعشان والدموع في عينيه “وأسوأ شيء أننا حاولنا الاتصال بالمهرب في المجر الذي كان من المفترض ان ينقلهم إلى النمسا ولكنه أغلق هاتفه”.
وقالت الشرطة النمساوية إن أربعة أطفال بينهم رضيعة كانوا ضمن 71 مهاجرا عثر عليهم موتى في شاحنة على طريق سريع بالنمسا، ويبدو أنهم ماتوا اختناقا.
وأكد المتحدث باسم الشرطة هانس بيتر دونسكوزيل في مؤتمر صحافي بعد الحادثة “حاليا أوقف ثلاثة أشخاص في المجر ونعتقد أنهم الخط الذي سيوصلنا الى مرتكبي” الجريمة.
وبحسب تسريبات إعلامية نقلا عن مصادر في المجر، تشتبه السلطات المجرية بثلاثة اشخاص اثنان مجريان والثالث يحمل الجنسية اللبنانية.
وعثرت دورية نمساوية للطرق السريعة على شاحنة التبريد المهجورة قرب الحدود المجرية بعد 24 ساعة على الأقل من إيقافها في المكان.
وقد مثل 4 رجال، أحدهم لبناني، يشتبه بتورطهم في الحادثة أمام القضاء المجري بعد يومين على اكتشاف هذه الجثث. وقال دوسكوزيل، إن الموقوفين “هم جزء من عصابة بلغارية مجرية لتهريب البشر”.
وكانت المجر أوقفت الرجال الأربعة، وهم 3 بلغاريين، صاحب الشاحنة وهو لبناني الأصل وسائقان، وأفغاني بعد تحقيق مشترك أطلقته قوات حفظ النظام النمساوية والمجرية في هذه القضية.
وطن اف ام