مع تراجع معدلات العنف بعد تطبيق اتفاقات «خفض التصعيد» في ريف دمشق والجنوب السوري، دعت السعودية والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وغيرها، مجلس الأمن إلى «إجراء» لضمان وصول قوافل المساعدات إلى ملايين السوريين. وفي رسالة وقعها 14 رئيس بعثة ديبلوماسية في جنيف، أعرب هؤلاء عن القلق من أن «يتم استبعاد الأمم المتحدة من إرسال قوافل مساعدات إلى مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها داخل سورية».
وأفادت مصادر متطابقة في المعارضة السورية بحسب” جريدة الحياة اللندنية “بأن روسيا مستعدة لتوسيع نطاق هدنة الغوطة الشرقية لتشمل القطاع الأوسط، الذي يسيطر عليه فصيل «فيلق الرحمن» المرتبط بـ «جبهة النصرة». ، رغم أن الفيلق ينفي صلته بها، وزادت المصادر أن المطالب الروسية تتمحور حول فك الارتباط بين «فيلق الرحمن» و «النصرة».
في موازاة ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن أربع كتائب من الشرطة العسكرية الروسية تنفذ مهماتها في مناطق «خفض التصعيد» في سورية.
وقال شويغو في اجتماع لهيئة رئاسة وزارة الدفاع الروسية أمس، إن أربع كتائب من الشرطة العسكرية تمركزت بالفعل في المنطقة العسكرية الجنوبية و «تنفذ حالياً مهماتها في الأشرطة الآمنة من مناطق خفض التوتر».
ولا تزال الهدنة في الجنوب السوري ودرعا والسويداء والقنيطرة متماسكة، لكنها مقابل ذلك تعرضت للخرق مجدداً في الغوطة الشرقية ، إبان قصف شديد استهدف مدينة عربين ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.
كما وقعت اشتباكات بين قوات الأسد وعناصر «فيلق الرحمن» في محور وادي عين ترما على الطرف الغربي للغوطة الشرقية، وهي المنطقة الرئيسية الوحيدة الواقعة تحت سيطرة المعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها قوات الأسد منذ 2013. ونفت روسيا أول من أمس خرق الهدنة. فيما التزم نظام الأسد الصمت.
وكانت حكومة الأسد قالت إن الهدنة لا تشمل كل مناطق الغوطة الشرقية وإنها تحتفظ لنفسها بحق الرد على تهديدات فصائل المعارضة.
وبحسب نظام الأسد وموسكو، تقتصر الهدنة على المناطق التي يسيطر عليها «جيش الإسلام» الذي أعلن قبوله الهدنة.
ومن أجل توسيع الهدنة لتشمل كل الغوطة الشرقية، أفادت مصادر متطابقة في المعارضة السورية بأن الروس أمهلوا فصيل «فيلق الرحمن» 24 ساعة لفك ارتباطه بتنظيم «هيئة تحرير الشام» («النصرة» سابقاً) وإخراج عناصر «النصرة» من مناطقهم كشرط لتشمل الهدنة منطقة القطاع الأوسط بالغوطة الشرقية.
وأفادت مصادر مقربة من المعارضة بأن «فيلق الرحمن» طلب من عناصر «النصرة» الاندماج معهم أو مغادرة الغوطة الشرقية إلى محافظة إدلب لتلبية المطلب الروسي.
وطن اف ام