أصبح الحصول على خيمة مجهزة (مفروشة) أحد أكبر أحلام السوريين النازحين من ويلات حرب متواصلة منذ أكثر من ست سنوات.
أسرة “الخلف” مكونة من 10 أشخاص، هم 8 أطفال والأب والأم، ويعيشون جميعا في خيمة صغيرة، حيث يأكلون ويشربون وينامون.
جاهدا حاول الأب “محمد الخلف” (42 عاما) على مدار سنتين، الحصول على خيمة ثانية تحمل بعض العبء عن الخيمة الحالية، لكن حلمه لم يتحقق.
** مخيم عشوائي
أسرة “الخلف” نزحت من ريف حلب الجنوبي، وتعيش حاليا في مخيم عشوائي بريف إدلب الشمالي .
ويعاني المخيم الذي تسكنه نحو 200 أسرة، وضعا إنسانيا مترديا للغاية، حيث لم يتلق دعما إغاثيا سوى مرة واحدة منذ تأسيسه قبل عامين، بحسب ما أفاد به سكان في المخيم.
وبسبب ضيق مساحة الخيمة، يقضي أطفال أسرة “الخلف” معظم وقتهم خارجها، سواء في الصيف أو في الشتاء، ولا يدخلونها إلا لتناول الطعام والنوم.
وضع “الخلف” يعكس معاناة معظم النازحين في المخيمات العشوائية، حيث تكون الخيام فيها صغيرة لا تكفي سكانها، ولا تصمد أمام حر الصيف ولا برد الشتاء، وكثيرا ما تجرفها الأمطار وتهدها الرياح.
** 4 توائم
“الخلف” قال : “نزحت إلى عدد من القرى قبل مجيئي إلى هذا المخيم، وكلما نزحت إلى قرية كانت تتعرض للقصف، وعندما قدمت إلى المخيم كان عدد أفراد عائلتي ستة أشخاص، وكان الأمر يمكن تدبيره”.
واستدرك: “لكن بعد فترة قصيرة رزقني الله بأربعة توائم، فزاد عدد أفراد عائلتي بشكل مفاجئ بقدوم أربعة أطفال جدد، فصار الأمر أصعب، ولم تعد الخيمة تتسع للعائلة”.
وبذل “الخلف” جهودا لمعاجلة هذا الوضع. ومتحدثا عن ذلك قال: “ناشدت جهات عديدة ليزودوني بخيمة ثانية، وبعد وقت طويل جاءتني إحدى المنظمات وقدمت إلي ما قالت إنها خيمة، لكن اكتشفت أنها فقط عبارة عن قماش دون فرش ووسائد، فأصبت بخيبة أمل”.
ومضى قائلا: “أنا عامل بسيط أعمل في العتالة (حمل الأشياء) وعملي بالكاد يكفي قوت أولادي، ولا أستطيع تجهيز خيمة.. لولا قصف قوات الأسد لنا لما وقعنا في هذا الوضع، ولما تشردنا كل هذا التشرد”.
** النوم على فراش
“شمس” ابنة “الخلف” قالت من جانبها إن “بلدتنا تعرضت لقصف من قوات الأسد، ما اضطرنا إلى الخروج واللجوء إلى هذا المخيم العشوائي”.
وأضافت “شمس” (12 عاما): “فرحت كثيرا عندما وصلتنا الخيمة، لكن فرحتي ذهبت عندما اكتشفت أنها دون بساط وفراش”.
وبحزن تابعت: “أرغب في النوم مرتاحة على فراش، لكن ذلك غير متوفر مع العدد الكبير لأفراد أسرتي، وعدم القدرة على تجهيز الخيمة الثانية.. سأكون سعيدة جدا إذا ما عدت إلى بيتي ونمت على فراشي”.
وتنتشر في سوريا مخيمات عشوائية بالمئات، تتغير أماكنها من فترة إلى أخرى بحسب الظروف الميدانية على الأرض.
وتعاني تلك المخيمات ظروفا بالغة القسوة، وعدم وصول المساعدات إليها، إلا قليلا، كما لا توجد في معظمها نقاط طبية ولا مدارس، وتتعرض غالبا لأضرار شديدة مع تغيرات الجو وخاصة في فصل الشتاء، بسبب الرياح والأمطار والثلوج.
وطن اف ام / الأناضول