أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنتائج التدخل العسكري المباشر لقواته في سوريا، معتبرا أن جهود روسيا وفرت الظروف للشعب السوري لممارسة حياته السلمية، حسب زعمه.
وقال بوتين في مقال على موقع الكرملين الذي خصص لعرض وجهات النظر الروسية قبل اجتماع قمة بلدان مجموعة بريكس الاثنين المقبل، إن التحرك العسكري الروسي في سوريا الذي ينهي عامه الثاني نهاية الشهر الجاري، يعود الفضل فيه للبلدان التي ساندت روسيا في دعم هذا التوجه، في اشارة الى حلفائهم في مجموعة بريكس، التي تضم الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.
وأضاف، أن الإرهاب في سوريا تلقى ضربات قاسية، إلى جانب ضرورة الاستمرار في محاربة الإرهاب في سوريا، وفي بلدان ومناطق أخرى من العالم، مجددا الدعوة إلى توحيد الجهود الدولية في محاربة الإرهاب، كما أكد على أهمية الشروع في تشكيل جبهة عريضة لمواجهة الإرهاب بالأفعال وليس بالأقوال على أساس القوانين الدولية ودور مركزي للأمم المتحدة.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية سيرغي لافروف عن ارتياح موسكو لمواقف بلدان إقليمية، تؤيد مسار اجتماعات آستانة، لتقليص حدة العنف وتثبيت وقف النار في سوريا.
حيث قال لافروف الذي كان في جولة خليجية شملت الإمارات والكويت وقطر، إنه ينوي استكمال زياراته الى المنطقة بجولة تشمل السعودية والأردن، ملمحاً الى أن الملف السوري سيكون من أولويات جدول أعمال محادثاته.
وأشار لافروف في كلمة أمام طلاب معهد العلاقات الدبلوماسية في موسكو، إلى أن الرياض أكدت خلال الاتصالات الثنائية دعمها الجهود المبذولة في مسار مفاوضات آستانة، وإلى موقف مماثل أعربت عنه الدوحة، مؤكدا أن الطرفين أبلغا الجانب الروسي أن تركيا تمثل مواقفهما في المفاوضات.
وحول العلاقات الروسية – التركية – الإيرانية، دافع لافروف عنها بقوله، إنه بعد فشل إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في الوفاء بالتزاماتها المتعلق بفرز المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين في سورية، بدأت روسيا البحث عن شركاء يمكن الاعتماد عليهم، فتوجهت إلى إيران وتركيا.
واعتبر أن هذا التوجه أسفر عن إطلاق مفاوضات بين حكومة الأسد، والمعارضة السورية في آستانة، وإنشاء مناطق لخفض التصعيد في البلاد، ما لاقى ترحيب أطراف معنية كثيرة، منها السعودية وقطر اللتان تربطهما علاقات خاصة بالمعارضة السورية.
في السياق ذاته، أشار لافروف إلى أن زيارته الأخيرة إلى قطر، أكدت وجود توافق بين موسكو والدوحة حول المبادئ الأساسية للتسوية السورية، موضحاً أنه رغم وجود بعض الاختلافات الهامشية بين البلدين، والمتعلقة بطبيعة علاقاتهما مع أطراف القضية السورية، تتفق البلدان على الرغبة في إنهاء الحرب، واستخدام إمكانات مناطق خفض التصعيد، وإقامة حوار مباشر بين الأطراف السورية.
وشدد لافروف على أن قطر وافقت على ضرورة ضمان علمانية الدولة السورية، بما يراعي مصالح وحقوق جميع مكونات المجتمع السوري.
من جانب آخر، شدد الوزير الروسي على أن إقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا لا تتعارض مع مصالح إسرائيل الأمنية، وأن موسكو حرصت على إبلاغ الشركاء الإسرائيليين أثناء الاتصالات الثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، لإقامة منطقة خفض التوتر في جنوب سوريا، عن الاتجاه الذي يسير فيه هذا العمل.
وتابع أن روسيا تبحث أي قضية في الشرق الأوسط آخذة بعين الاعتبار ضرورة ضمان مصالح أمن إسرائيل، اقتداء بجميع الدول الأخرى في المنطقة.
كما لفت إلى أن موسكو أكدت استعدادها مراعاة مخاوف تل أبيب الأمنية، وذلك في لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع الماضي، نافيا صحة الادعاءات القائلة بفشل الاجتماع.
وطن اف ام