كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية تفاصيل عن زيارة زعيم ميليشيا “حزب الله”، حسن نصر الله إلى رأس النظام في سوريا بشار الأسد، وذلك لإتمام الصفقة بين الميليشيا اللبنانية المدعومة من إيران مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، لترتيب خروج الأخير من المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا.
وكان نصر الله قد كشف يوم الخميس 31 أغسطس/ آب 2017 عن زيارته السرية للأسد، وقال إنه “ذهب بنفسه إلى دمشق”، وعرض على الأسد تفاصيل الاتفاق مع “تنظيم الدولة”، وذلك بحسب ما صرح به في كلمة أدلى بها في مهرجان لأنصاره.
الصحيفة الإسرائيلية أشارت، أمس الإثنين، إلى إجراءات عدة اتخذها نصر الله للتخفي خشية استهدافه أثناء ذهابة لدمشق، وأشارت إلى أنه خلع عمامته التي اعتاد على الظهور بها على وسائل الإعلام، وتخفى في ملابس رجال الأعمال وذهب سراً للقاء الأسد.
ولعدم لفت النظر، غيّر زعيم الميليشيا اللبنانية من هيئته، وخلع لباسه “الديني، وركب في سيارة عادية برفقة حراسه، إلى أن وصل إلى دمشق بغضون 90 دقيقة، وفقاً لـ”يديعوت أحرنوت”،
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية وجهاز الموساد استطاعوا، خلال الفترة الأخيرة، رصد تحركات كثيفة وغريبة لأهداف ترجح أنها تتعلق بالأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني.
هل عرفت إسرائيل بزيارته؟
اللافت ما ذكرته الصحيفة من تلميح عن أن إسرائيل تراقب باستمرار نصر الله، وقالت إن إسرائيل “رصدت تحركات غريبة في الفترة الأخيرة بمناطق تعتبرها أهدافاً لمراكز تؤوي نصر الله، لكنها لم تبادر إلى خطوات استباقية؛ لكون إسرائيل اليوم منشغلة بأمور أخرى، لكن يبقى نصر الله من الأولويات لإسرائيل وأهدافها”، بحسب ما نقله موقع “هاف بوست ” عن الصحيفة الإسرائيلية.
وفي المعلومات التي كشفتها الصحيفة عن إتمام نصر الله للصفقة مع “تنظيم الدولة”، قالت إنه تواصل مع قيادات من التنظيم عبر الهاتف، مضيفة في هذا السياق أنه خلال لقائه بالأسد حلّ نصر الله محل رئيس الأركان اللبناني، جوزيف عون، والذي لعب هو الآخر دور الوساطة لإخراج مقاتلي “تنظيم الدولة” من المنطقة الحدودية السورية اللبنانية إلى دير الزور شرق سوريا.
وأبدت ميليشيا “حزب الله” حرصها الشديد على سلامة مقاتلي “تنظيم الدولة” عقب خروجهم من المنطقة الحدودية، وناشدت المجتمع الدولي، يوم السبت الفائت، بالتدخل لمنع أمريكا من الإقدام على قصف قوافل تحمل مسلحين من التنظيم وعائلاتهم بالأراضي السورية.
وأشارت الميليشيا إلى أن طائرات أمريكية تمنع الباصات التي تنقل مسلحي “تنظيم الدولة” وعائلاتهم من التحرك (نحو مناطق سورية قرب الحدود العراقية)، وفقاً لبيان صادر عن الحزب.
وفي السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية محاصرة المقاتلات الأمريكية لحافلات التنظيم، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”: “الخطوة الأمريكية في محاصرة نساء وأطفال مع الأخذ بعين الاعتبار سجل تعاون الإدارة الأمريكية مع تنظيم داعش يعد أمراً غير منطقي ونحن نعتقد بأن هذه المحاولة تأتي بهدف التأثير سلباً على انتصار الحكومة والمقاومة اللبنانية”.
يشار إلى أنه مقابل السماح بانتقال عناصر التنظيم إلى شرق سوريا، تسلّمت ميليشيا “حزب الله” أسيراً وجثث عدد من عناصرها، إضافة إلى معلومات كشفت مصير عسكريين لبنانيين اختطفهم التنظيم عام 2014 وأعدمهم.
وطن اف ام