أعلن فصيل قوات “الشهيد أحمد العبدو” التابع للجيش الحر، أمس الثلاثاء، بدء إخلاء مخيم “الحدلات” للنازحين السوريين قرب الحدود الشمالية الشرقية للأردن، ونقل المقيمين فيه إلى مخيم الركبان، استجابة لمطالب “غرفة الموك”، وتحضيراً لانسحاب قواته نحو الأردن.
و”الموك” هي غرفة مخابرات دولية أسست عام 2013 باتفاق وتنسيق بين مجموعة أصدقاء سوريا، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول، ولهذه الغرفة مقر رئيس في الأردن.
وقال المتحدث باسم قوات الشهيد أحمد العبدو، سعيد سيف، لوكالة الأناضول، إنهم بدأوا بإخلاء مخيم الحدلات إلى مخيم الركبان، استنادا إلى رسالة مسربة من الموك، تفيد بأن التطمينات التي بنوا عليها مواقفهم حال انسحابهم، تشير بأن منطقة مخيم الركبان منزوعة السلاح وتحت الحماية.
كما أشار إلى أنه سابقا لم يتمكنوا من حماية المخيمات من تنظيم داعش، ولكن بعد طرد التنظيم واقتراب المليشيات الشيعية من أوتوستراد دمشق ـ بغداد، ومحاولتها فتح الطريق المؤدية إلى العراق، وُجهت العديد من ضربات طيران التحالف الدولي على المنطقة.
وعن الشروط المدرجة في رسالة الموك والتي وافق الفصيل عليها، أكد سيف أنهم أخلوا مخيم الحدلات وتلك هي أول البوادر، وفي حال تم وصول الأهالي النازحين لمخيم الركبان، وتأمينهم وتقديم المساعدات، فسيرتبون أوراقهم للانسحاب.
وأوضح أنه تم إجلاء خمسة آلاف لاجئ من مخيم الحدلات، وأن نقلهم يحتاج إلى وقت، منوها أن الحدلات يبعد عن الرقبان 80 كم باتجاه الشرق، وأنهم يواجهون صعوبة في عملية نقل النازحين، وسط وجود جبهات مشتعلة، مؤكدا أن المخيم تم إخلاؤه بنسبة 70 %”.
وفيما يتعلق بقوات أحمد العبدو الذي ينشط في البادية السورية، قال سعيد سيف إن قوات الشهيد أحمد العبدو، تضم 800 مقاتل في البادية، ومثلهم في قوات أسود الشرقية، معتبرا أنه لا يمكن وصفهم بحرس الحدود، لأنه لا تربطهم أي علاقة مع الأردن حول حماية الحدود.
وبين أن المليشيات المتواجدة في منطقة البادية السورية، هي ميليشيات حركة الأبدال الشيعية، وقد تم قصفها ثلاث مرات على التوالي في محيط التنف في عمق البادية، دون أن يقدم التحالف لهم أي مساعدة، مشيرا إلى أن القصف كان لحماية 200 ـ 250 جندياً أمريكياً في محيط حامية التنف.
وفي سياق آخر، أكد سيف أن قوات الأسد تسيطر على 130 إلى 140 كم قرب الحدود السورية الأردنية، حيث حققت خلال الشهرين الماضيين، تقدماً ملحوظاً في البادية السورية على الحدود العراقية والأردنية، وسيطرت على مساحات واسعة.
وكانت غرفة الموك قد وجهت قبل أيام، رسالة إلى فصيلي جيش أسود الشرقية، وقوات أحمد العبدو، طالبتهما فيها بالانسحاب نحو الأردن، لإتاحة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الأسد في البادية، وإيجاد منطقة عازلة تخضع لسيطرتهما عقب عودتهما.
وأبرز ما جاء في الرسالة المسربة، هو عرض غرفة الموك على قوات العبدو، وأسود الشرقية، الدخول إلى الأردن خلال 48 ساعة لفترة مؤقتة، على أن يتم مناقشة وقف إطلاق النار على الحدود وخلق منطقة عازلة يستطيعون العودة إليها وتأمين حمايتها بينما تتابع الموك جهودها لإنهاء النزاع وتسهيل عودة الفصيلين.
وبناء على المعطيات التي لديها أشارت غرفة العمليات الدولية إلى ضرورة الاستجابة للعرض بشكل جدي، محذرة من انقطاع طرق الدعم للفصيلين وتقدم الأسد بفعل الدعم الروسي واستجلاب المزيد من الميليشيات.
إلى جانب ذلك دعت الموك في رسالتها، إلى نقل النازحين إلى مخيم الركبان، موضحة أن هدفهم ليس التخلي عن الفصيلين وإعطاء أراضي جديدة إلى الميليشيات الشيعية ولكن لحمايتهما وعوائلهما، معتبرة أن الأسد سيحقق نصراً محتوما في البادية عاجلاً أو آجلاً.
وتضمنت الرسالة أيضا، أنه في حال انسحاب الفصيلين من المحتمل أن تتوصل الموك معها إلى وقف إطلاق النار مع الأسد في البادية وخلق منطقة عازلة يستطيعون تأمينها وحمايتها..
كما أشارت إلى أنه في حال قرر الفصيلان البقاء في مواقعهما الحالية، واستطاع الأسد هزيمتهما في البادية، سيكون لدى النظام ذريعة لمهاجمة الفصيلين في مخيم الحدلات.
وشددت الموك في رسالتها، على أن هذه ليست مؤامرة لإرغام الفصيلين على الاستسلام بدون قتال ولكنه عرض سينتهي سريعاً، محذرة من أنه في حال تقدم النظام وميليشياته في البادية السورية، لن تتمكن الموك من تقديم هذا العرض مرة أخرى.
وطن اف ام