أخبار سورية

تسابق لإعداد مراكز تعليمية تستوعب الطلاب في ريف حلب الجنوبي

مع بداية الموسم الدراسي الجديد لعام “2017_2018” وانخفاض حدة العمليات العسكرية والقصف، يتسابق القائمون على اعداد المراكز التعليمية بريف حلب الجنوبي مع الزمن في سبيل تجهيز واعداد المراكز التعليمية لاستقبال الأطفال بين سن “الخامسة والثالثة عشر” داخل الفصول الدراسية.

مراكز تربوية جديدة

فقد أعلن المسؤولون عن مراكز “براعم التربوية” بريف حلب الجنوبي تجهيز مدرسة براعم على أطراف قرية  “جزريا” والتي تستعد لاستقبال “ثلاثمئة تلميذ” يتلقون التعليم الأساسي في خيام متنقلة داخل القرية، بالإضافة إلى تحديد موعد نهائي “مطلع الشهر القادم”، لافتتاح مركز جديد مجاور للمدرسة والذي من المقرر أن يستقبل مايقارب “مئتي تلميذ”.

“تشهد المخيمات المنتشرة في مناطق سيطرة الثوار بريف حلب الجنوبي نقصاً حاداً في المراكز التعليمية والمدارس، نتيجة القصف الجوي الذي شهدته المنطقة طيلة الأعوام الأربع الماضية وماترافق معه من عمليات عسكرية متتابعة، حولت المدارس إلى أطلال نتيجة الاستهداف المركز لها”، كما قال الأستاذ “عبد الستار الأحمد” مدير مدرسة براعم المخيمات في ريف حلب الجنوبي.

وأضاف: واقع النقص دفعنا وبمساعدة مؤسسة قدرة التعليمية بريف حلب الجنوبي، إلى انشاء مركزين قادرين على استيعاب مايقارب “خمسمئة طفل” يقطنون المخيمات المنتشرة في محيط قرية جزرايا، على أمل انشاء مراكز جديدة تغطي باقي القرى النائية.

وبحسب احصائيات المجالس المحلية والمؤسسات المدنية، فقد أدى القصف المتواصل على المناطق التي يسيطر عليها الثوار بريف حلب الجنوبي منذ مطلع عام “2013”، إلى خروج مايقارب الخمسمائة مركز تعليمي عن الخدمة، منها “أربعمائة وعشرون” مدرسة ومركز بين عامي “2013_2015” ومايقارب الخمسين مدرسة ومركز للتعليم الأساسي تم استهدافهم من قبل الطيران الحربي، خلال العامين الماضي والجاري.

إقبال هو الأكبر من نوعه                                         

“بلغ عدد الطلاب الملتحقين بمراكز التعليم الأساسي  مايقارب الثمانية آلاف طالب وتلميذ، موزعين على أكثر من سبعين مدرسة ومعهد للتعليم الأساسي، أي مايعادل نسبة “سبعين بالمئة” من عدد الأطفال الذين تتراوح أعمراهم بين الخمسة والثلاثة عشر سنة، متواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالريف الجنوبي ” بحسب المدرس “محمد الظاهر”.

الظاهر، وهو معلم في مدرسة براعم وعضو المجلس المحلي “لقرية زمار” أضاف: الأوضاع الإنسانية الصعبة وكفاح المدنيين في سبيل تأمين لقمة العيش، والقصف المركز الذي استهدف المراكز التعليمية على مدار الأعوام الماضية، مخلفاً عشرات المجازر بحق الأطفال، دفع الكثير من العائلات إلى العدول عن فكرة تعليم أبنائهم، وارسالهم بالمقابل إلى الورش الصناعية أو مساعدة ذويهم بالأعمال الزراعية. 

وتابع: توقف المعارك وعودة الهدوء “نسبياً” لمناطق الريف الجنوبي، إضافة إلى توفر المراكز التعليمية الحقيقية عوضاً عن الخيام المتنقلة، أمور شجعت الأهالي على ارسال أطفالهم إلى المدارس من جديد، بعد سنوات الخوف والقلق من استهداف الطائرات الحربية أو المدافع للمراكز التعليمية كما هو معروف للجميع.

الوضع التعليمي 

تشكيل مجالس تربوية وتواجد المنظمات التي تأخذ على عاتقها متابعة متطلبات المدارس وتأمينها، وحل مشكلة نقص الكوادر التدريسية التي لطالما عانت منها المدارس والمعاهد،  أهداف لطالما سعى إليها مسؤلو المراكز التعليمية في ريف حلب الجنوبي، وقد أصبحت اليوم حقيقة بعد أشهر من الإجتماعات بين مديرية التربية والمؤسسات التابعة لها والمعلمين المتواجدين في الريف الجنوبي. 

وعن هذا الموضوع يتحدث مدير مدرسة آباد “رياض شلاش”: تم الإتفاق على تشكيل مجالس تربوية تهتم بمواضيع التعليم والمشاكل التي تواجه المراكز التربوية في مناطق الريف الجنوبي عموماَ، بالإضافة إلى الحاق المدارس والمعاهد ضمن مؤسسات تتبع إلى مديرية التربية وذلك لتحقيق الإعتراف الرسمي بالوثائق التي تصدر عنها.

وعن سد حاجة المدارس للمعلمين، يقول الأستاذ شلاش أيضاً: بعد تهجير السكان من حلب، استقرت الكثير من العائلات في قرى الريف الجنوبي، ومن بينهم مدرسين كانوا يعملون في المدينة قبل سيطرة روسيا ونظام الأسد عليها، حيث تم تعيينهم وتوزيعهم على مراكز الريف الجنوبي،  الأمر الذي ساعدنا كثيراً في التغلب على نقص المدرسين الذي كنا نعاني منه طيلة السنوات السابقة. 

ويعتبر “شلاش” أن تركيز مديرية التربية على مراكز الريف الجنوبي حالياً بعد سنوات من الإهمال، والعمل على توحيد المنشآت التربوية وتنظيمها وجعلها مراكز معترف بها عملياً، تعتبر ” أول خطوة حقيقية في طريق النهوض بالتعليم في ريف حلب الجنوبي بعد عقود طويلة من التهمييش الذي عانت منه المنطقة والذي استمر أيضاً حتى بعد سيطرة الثوار على المنطقة”.

منصور حسين – وطن اف ام 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى