لم يعد بجديد وجود صراع على فرض النفوذ على أراضي سوريا، فباتت جل الأطراف تتصارع على انتزاع السيطرة، وإحكامها، ليصبح العنوان الأبرز في الحرب التي تدور في سوريا، عن ماهية التنافس الروسي الأميركي.
وتتبادل كل من موسكو وواشنطن الاتهامات حول استهداف قواتهما من الأخرى أو بالوقوف عائقا في تحقيق الاهداف، وفي اتهام جديد قالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إن الولايات المتحدة تدعم تنظيم الدولة في سوريا، وذلك عبر تمكين التنظيم من شن هجمات مضادة، ما يمنع هزيمته رغم الغارات التي تنفذها طائرات الأسد وروسيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف في بيان له ان الأمر الأهم الذي يمنع هزيمة تنظيم الدولة بشكل نهائي في سوريا، ليست القدرة العسكرية التي يملكها التنظيم، بل الدعم الذي يقدمه لهم الزملاء الأميركيون.
وفي وقت سابق، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بارتكاب استفزازات دموية، ضد القوات الروسية في سوريا.
وعن أقدمية الصراع الروسي الأميركي في سوريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية قسد المدعومة من أمريكا كانت قد أعلنت انها تعرضت لقصفٍ من قبل روسيا في محيط مدينة دير الزور، الأمر الذي نفته موسكو.
كما وجهت روسيا سابقا عدة مرات اتهامات لمنافستها أميركا، باستهداف مواقع للأسد في ديرالزور، التي تشهد سباقا أميركا روسيا للوصول والسيطرة عليها.
ووصلت الأمور إلى حد إعلان وزارة الخارجية الروسية، نيسان الفائت، تعليق العمل باتفاق السلامة الجوية مع أمريكا والتي من شأنها تفادي الحوادث التي من الممكن أن تقع خلال العمليات التي تنفذانها فوق سوريا، ليعود العمل بها، في ظل ضعف التنسيق الذي أشارت إليه الولايات المتحدة.
التنافس بين موسكو وواشنطن لفرض السيطرة على مناطق بسوريا، من أجل مصالح لهما في المنطقة، إلى جانب أياد إسرائيلية خفية تحرك هذا الصراع كيف شاءت من أجل ضمان مصلحتها أيضا، يؤكد أن الخاسر الأكبر في حرب المصالح هو المدني الذي يستباح دمه من قبل التحالف الدولي، وروسيا والأسد والميليشيات الموالية له.
صفاء عليان – وطن اف ام