اعتبرت صحيفة ملييت التركية، أن جنرالات بوتين الذين يقاتلون في سوريا أكثر حظاً من زملائهم الأمريكيين.
وبنت الصحيفة رأيها في التقرير الذي ترجمته وطن اف ام، على أن الهدف السياسي لزعمائهم واضح بشكلٍ غير قابل للنقاش كالحفاظ على الميسر لما يريدونه في السلطة، والذي سيدير سوريا مع حكومة ضعيفة ويكون على استعداد للتعاون، فضلا عن خلو المنطقة من الغرب، منوهة أن ذلك سوف يسمح لروسيا بحماية مصالحها في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط لتكون قواعدها البحرية والجوية دائمة ولعقود.
وأضافت الصحيفة أن الجنرالات الروس قرروا بشكل صحيح أن الهدف السياسي الذي أشار إليه بوتين، سوف ينجح إذا حقق أهدافاً عسكرية معينة، وكان مما ساعدهم على ذلك هو أن الأهداف العسكرية كانت تقليدية في الغالب، وأنها جسدية مع احتلال الأرض وإرادة إقامة السلطة فيها.
وأشارت إلى نجاحهم بعمليتهم الهمجية، كما هو الحال في الحرب التقليدية، إذ قاموا بتنظيف المنطقة الجغرافية المحتاج إليها الأسد في قمع الانتفاضة التي ضمنت العاصمة أيضاً.
كما عملوا على تقليل الدعم الخارجي لفصائل المعارضة إلى جانب تحقيقهم التفوق النفسي، فيما يبدو أنهم اكتسبوا معظم الأهداف الاستراتيجية التي ستؤثر على مسار الحرب وبالفعل وفقا للمعطيات، وحتى في هذه المرحلة يمكن اعتبار أن روسيا فازت بالمعركة، وفق الصحيفة.
ولفتت إلى أنه بالنظر لخريطة الوضع العسكري في الحرب السورية من حيث روسيا، فيبدوا أن العدو لا يزال في بعض المناطق، وإن لم يكن على نطاق يهدد الهدف السياسي.
مؤكدة أنه لا يزال هذا الازدهار قائماً في النظم الإيكولوجية العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والجنائية الصغيرة.
وفي السياق، تابعت الصحيفة قولها، “تحليل موقف روسيا في الحرب الأهلية السورية يمكن أن يتيح لنا الفرصة بوضع حق إدلب”.
وأضافت أن تركيا التي تركز على إدلب، على الرغم من أن الجغرافيا والحجم والسكان وحجم العناصر المسلحة والانقسام الأيديولوجي للمحاربين ليست قضية على نطاق استراتيجي لدى روسيا ونظام الأسد وإيران، غير أنها هدف مهم لتركيا
ومن المهم أن تكون إدلب على المنابر التي سيتم فيها مناقشة مستقبل سوريا.
ونقلت عن الحكومة التركية قولها، إنها تهدف إلى بناء مناطق تخفيف التصعيد، وتتنبأ بأن هذه المناطق يمكن إيجادها عن طريق الثقة المتبادلة بين المناخات الإيجابية لتدهور النزاعات خاصة وأن المشاكل يمكن حلها من خلال الحديث على الطاولة.
معتبرة أن صورة إدلب مختلفة بعض الشيء، حيث ليس هناك مجموعة مسلحة واحدة تعمل في إدلب والمنافسة بين المجموعات مرتفعة، فضلا عن أن هناك تنظيمات متواجدة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في العديد من البلدان، مثل هيئة تحرير الشام.
ونوهت أن القوافل العسكرية، في هذه العملية، تحوي على عدد من الإشكالات ذات الخصائص المختلفة التي ينبغي أن تأتي من أعلى تركيا كمنع الصراع بين قوات الجيش السوري الحر وقوات الأسد، ومنع التوتر والصراع بين الفصائل في إدلب وضمان أمن القوات الخاصة، وحماية المدنيين والمعونات الإنسانية.
ووفقا للصحيفة، فإن الإشكالية الأبرز، هي ألا يتم اتهام تركيا بالتعاون مع الإرهابيين، إذا ما تحدثت إلى المنظمات المرتبطة بالقاعدة.
وختمت صحيفة ملييت تقريرها، بالقول، إنه إذا كان يمكن تحقيق ذلك والنجاح به، فهذا يعني أن مرحلة نقاش المشاكل مع روسيا من أجل مستقبل سوريا سيتم تجاوزها.
وطن اف ام