فارق الرضيع السوري “محمد” الحياة، بعد أن نجح في تجاوز مخاطر عملية جراحية وعجز من الصمود أمام ظروف الحصار الذي تفرضه قوات نظام بشار الأسد على الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق.
وقال الطبيب حسام حمدان، الذي أجرى للرضيع عملية جراحية قبل وفاته، إن الرضيع محمد، الذي يبلغ من العمر يوماً واحداً، فارق الحياة أمس، بعد أن أجريت له عملية ناجحة، بسبب نقص الأدوية والإمكانات الطبية المُكمِّلة.
وأضاف: أن الرضيع أُحضر وهو بحالة صحية حرجة إلى أحد المراكز الطبية العاملة في الغوطة الشرقية والموجودة تحت الأرض بسبب استهداف نظام الأسد للمستشفيات والمراكز الطبية.
وأشار أن الرضيع كان يعاني من مرض نادر يدعى رتق المريء، والناسور المريئي الرغامي، والذي يصيب الأطفال حديثي الولادة، وأن هذه الحالات تتطلب عمليات في مستشفيات متخصصة بأمراض الأطفال، كمستشفى دمشق التخصصي.
وشدد الطبيب على أن نقص الإمدادات الطبية في منطقة الغوطة الشرقية، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الأسد، لا يزال يشكل التحدي الأكبر أمام الأطباء والأطفال.
ولفت حمدان إلى أن المركز الصحي الموجود في الغوطة الشرقية، لا يملك الخبرة والإمكانات الكافية لإجراء عمليات من هذا النوع، وأن طاقم المركز الصحي اعتمد على المصادر الطبية المتاحة واستفاد من المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت لإجراء العملية الجراحية، إضافة لأحد الأطباء المختصين بأمراض الأطفال والذي ساهم في العملية من خلال الاتصال عبر الإنترنت كونه مقيم في الخارج.
ونوه حمدان إلى أن العملية استمرت قرابة الساعتين والنصف الساعة، عمل خلالها الطاقم الطبي بإشراف الطبيب المختص الذي كان يتابع العملية عبر الإنترنت، وأن العملية تكللت بالنجاح، ليشعر الجميع بسعادة غامرة.
واستدرك الطبيب قائلاً: بعد العملية الجراحية، كان ينبغي وضع الرضيع في قسم العناية المركزة، إلا أن ذلك لم يكن متاحاً لنا فضلاً عن عدم توفر العلاج اللازم لإنقاذ الرضيع من المضاعفات، وهو ما أدى لأن يفقد محمد الصغير حياته بعد 24 ساعة من ولادته.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 47 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة؛ غير أن النظام اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية، لا تزال مستمرة حتى اليوم.
كما تعاني بلدات ومدن في الغوطة الشرقية، منذ أكثر من 5 سنوات، من حصار قوات نظام الأسد.
وأعلنت وزارة دفاع النظام في 22 يوليو/ تموز الماضي، إيقافها للأعمال القتالية في الغوطة الشرقية، شرقي دمشق، بعد اتفاق روسيا وفصائل معارضة سورية في اليوم نفسه على إنشاء “منطقة خفض توتر” في الغوطة.
وتقع الغوطة الشرقية ضمن إحدى مناطق “تخفيف التصعيد” التي جرى تحديدها من قبل تركيا وروسيا وإيران، في إطار المباحثات التي جرت بالعاصمة الكازاخية أستانا، في مايو/أيار الماضي.
وطن اف ام / الأناضول