في الوقت الذي يموت الأطفال جوعا في غوطة دمشق الشرقية، وتستمر فيه قوات الأسد ومعها روسيا بارتكاب مجازر ضحاياها أهالي ديرالزور، يضج المجتمع الدولي بزحمة مؤتمرات يزعم أنها ستنهي معاناة الشعب السوري، أو على الأقل ستخففها.
مؤتمر جنيف 8 حدد موعده في الـ 28 من شهر تشرين الثاني المقبل، الذي يهدف وحسب المبعوث الاممي ستيفان دي مستورا، إلى جمع المعارضة السورية، ونظام الأسد على طاولة المفاوضات وإيجاد حل سياسي، أما مؤتمر أستانا 7 يعتزم عقده في يومي 30 و31 من شهر تشرين الأول الحالي، حيث سيناقش تثبيت اتفاق تخفيف التصعيد، وسيفتح ملف المعتقلين الذين يحتجزهم الأسد في سجونه.
هذا وستجتمع وفود المعارضة السورية في العاصمة السعودية، لعقد مؤتمر الرياض 2 منتصف شهر تشرين الثاني المقبل، ويعتبر المؤتمر مفصليا إذ سيثبت مطالب السوريين وأبرزها إسقاط بشار الأسد ونظامه، لكن قد يشهد المؤتمر خلافات كثيرة بسبب تيار موسكو الذي يرفض مناقشة بند إسقاط الأسد، لكن التيار الآخر في المعارضة الذي يمثل الحراك الثوري السوري، يرى أن أي اتفاق لا يسقط الأسد هو وثيقة استسلام لروسيا وإيران.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن المؤتمر سيعقد في الأول من الشهر المقبل في مقر الهيئة في مدينة الرياض، غير أن حسن عبد العظيم، المنسق العام لـ هيئة التنسيق الوطنية، وهي مكون رئيسي من مكوّنات الهيئة العليا للتفاوض، صرح لصحيفة الوطن التابعة للأسد، بأن الأمور داخل الهيئة العليا تسير باتجاه استبدال جسمها الحالي بكيان جديد يضم الوفد التفاوضي وفق رؤية ومرجعية واحدة، وبحدود 15 إلى 20 عضواً من منصات الرياض والقاهرة وموسكو وشخصيات جديدة، سيتم الاتفاق على تسميتهم خلال مؤتمر الرياض 2.
وأشار عبد العظيم إلى أن اجتماع الرياض المنتظر يأتي لتحقيق أمرين أساسيين، الأول إشراك شخصيات وطنية مهمة ومعروفة مدنية وعسكرية وممثلين لقوى وتيارات سياسية وشعبية واجتماعية وثقافية، لم تحضر مؤتمر الرياض 1 قبل عامين، والثاني إعادة هيكلة الهيئة العليا وتوسيعها وتشكيل وفد تفاوضي يمثل كل قوى المعارضة والثورة.
إلى جانب المؤتمرات الثلاثة آنفة الذكر، فقد أثارت دعوة فلاديمير بوتين لعقد ما سماه مؤتمر شعوب سوريا، الجدل في الشارع السوري، حيث يعتبر معارضون وثوار أن هذه الخطوة تشتت العمل السياسي، وتثبت سيطرة ونفوذ روسيا في البلاد، حيث وصف يحيى العريضي المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض، بأن هذه المؤتمر يسعى لإعادة تعويم الأسد.
وكانت وكالة “سبوتنيك” الروسية، نقلت بدورها، عن عضو مجلس سورية الديموقراطية، وائل ميرزا، قوله إن المؤتمر سيحضره 1500 شخص من كل المكونات السورية وكل المحافظات، لمناقشة سورية بعد الحرب.
كما طلب مكتب الأمن الوطني التابع للأسد الذي يترأسه علي مملوك، من جميع الأفرع الأمنية، رفع قوائم بأسماء جميع الناشطين والفاعلين في التجمعات السياسية والاجتماعية والدينية، إضافة إلى المسلحين في قطاعات عملهم، ليتم انتقاء شخصيات منهم للمشاركة في المؤتمر.
هذا الزخم الدولي الذي اعتاد السوريون سماع جعجعته دونما فعل حقيقي يخفف من معاناتهم، أضيف إليه مؤتمر الشعوب الذي سيعقد في قاعدة حميميم، والمثير للاستغراب أن وفود المعارضة لم تتلق دعوة لحضوره، رغم رفضهم المسبق للمشاركة، فضلا عن أن علي مملوك رجل الأسد المتهم بارتكاب مجازر ضد السوريين، هو من يدرس الأسماء المشاركة في المؤتمر، فما هي تبعات المؤتمرات الأربعة مختلفة المضامين، وهل ستجر على السوريين مزيدا من الخيبات والآلام؟.
صفاء عليان
وطن اف ام