أخبار سورية

رياض الأسعد: سقوط معسكر وادي الضيف يعني سقوط إدلب .. وفصلٌ جديد من القتال والثورة قد بدأ

اعتبر قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، أن سقوط معسكر وادي الضيف بريف إدلب، يعني سقوط مدينة إدلب، وهذا ما سيحدث قريبا، وأن فصلاً جديد من القتال والثورة قد بدأ، وذلك في معرض تعليقه على سيطرة الثوار على المعسكر، إضافة إلى معسكر الحامدية.

جاء ذلك في تصريحات لمراسل الأناضول، اليوم الثلاثاء، أوضح فيها أن “التقدم في المعسكرين سيكون له تاثير كبير وسلبي بالنسبة لقوات النظام في إدلب، وهذا مؤكد من خلال الاستماع إلى مكالمات قادته مع بعضعهم البعض، فمن الواضح أن معنوياتهم منهارة، وهناك ارتباك كبير في صفوفهم، لأنه كان بالنسبة لهم، خط دفاع استراتيجي، وهناك مقولة مشهورة لقائد معسكر المسطومة بأنه، إذا ما سقط وادي الضيف، ستسقط ادلب، وهذا ما سيحدث باذن الله قريبا”.

وأوضح أن “من نتائج السيطرة على المعسكرين، القضاء والتخلص من أضخم معسكرين أذاقوا منطقة المعرة وجبل الزاوية الويلات، والاستفادة من مئات المقاتلين الذين كانوا يرابطون حولهما، والتفرغ لمعارك أخرى”، مؤكدا أن “معسكر وادي الضيف له أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة للنظام، لأنه يحوي مستودعات استراتيجية للوقود بالنسبة للمنطقة الشمالية، بالإضافة الى كونه يشرف مع معسكر الحامدية، على الطريق الدولي، الذي يربط محافظات الجنوب بالشمال السوري”. وأضاف أن المعسكر يشكل “عقدة ربط نارية مع معسكر المعصرة، والقرميد، وأبو الضهور، وهي نقطة النهاية لمدينة خان شيخون، ومن هنا تأتي أهميته الاستراتيجية بالنسبة للثوار”، لافتا إلى أن “أي نقطة يخسرها النظام لها تداعيات سلبية على بقية المناطق، فكيف إذا خسر أكبر معسكرين في محافظة ادلب”.

من ناحية أخرى، تمنى الأسعد “من الثوار في جبهات حلب، أن يستثمروا ما وصفه بالنصر العظيم، ويضربوا النظام بكل قوة، حتى يكون استثمار هذا النصر بأقصى درجاته، فالنظام متهالك وأوهن من بيت العنكبوت، ويحتاج من مقاتلي المعارضة، الإرادة الصلبة، واستقلالية القرار في المعركة، ليكون النصر من حليفهم”، على حد تعبيره.

وكشف أن “هناك استراتيجية جديدة للعمل في الوقت الحالي، لأن الهدف ليس المعسكرين فقط، ولكنهم كانا بداية لعمل أكبر، وصولا إلى تحرير إدلب وحماة، فالعاصمة دمشق”، في وقت شدد فيه على أنه “في الايام القادمة سيشاهد الجميع بأنها فعلا بداية، وستكون الانتصارات متلاحقة”.

كما وجه الأسعد “رسالة لكل المقاتلين الذي تبقوا في صفوف النظام، أن يتركوه ويكسبوا حياتهم، لأن نهايتهم قريبة، ومقتلهم قاب قوسين أو أدنى، حيث إن قادتهم ستتركهم وتهرب كالجرذان، تماما كما حدث في أغلب المعسكرات التي تم مهاجمتها، والنظام لمن يقدم لهم شيء، أو ينقذهم من الفناء، إذ بدأ فصل جديد من القتال والثورة”، على حد تعبيره.

وحول المبادرات الأممية لحل الأزمة سياسيا، أكد الأسعد أن “الذين خرجوا ضد الظلم والطغيان، وقدموا الغالي والرخيص، وكان ثمن انتصاراتهم دماء طاهرة، لا تعنيهم المبادرات وما يجري في كواليس السياسة، ولن يرضوا إلا بكامل النصر”. وتساءل “ماذا قدمت الأمم المتحدة للشعب السوري خلال أربع سنوات من القتل والتدمير والتشريد؟ ، ومن يتحكم بقرارها من الدول العظمى، وهل منعوا طائرات الاسد وقواته من ارتكاب أبشع المجازر من بينها مجرزة الكيماوي، ولم يحركوا ساكنا؟ وماذا اتخذوا تجاه حزب الله اللبناني واحتلال ايران، والميليشيات الشيعية لسوريا، وارتكابها أفظع المجازر”. ثم أجاب على تساؤلاته بالقول “لم يقدموا شيئا غير أنهم ساعدوا النظام ضد السوريين تحت ذريعة محاربة الإرهاب، فأين هم من كل ذلك الإرهاب الإيراني الأسدي”، مشددا بالقول “القرار بيد السوريين والسوريين فقط، وليس بيد من أصبح أداة بيد أسياده من أصحاب الأجندات الخارجية”، على حد تعبيره.

وتابع القول “ما حدث أمس أعاد البهجة والسرور والامل بالنصر من جديد الى قلوب جميع السوريين المخلصين، وما تحقق ذلك، الا عندما كان القرار حرا بعيدا عن الأجندات الخارجية، فلن تنفعهم مجالس أو ائتلافات أوتشكيلات أوقيادات رهنت قرارها للخارج، واليوم تتسابق للجلوس مع قتلة الشعب فالقرار سوري، ولا يحث لأحد في التكلم باسمه”.

وقد تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة – تتقدمها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وفصائل من الجيش الحر، أمس الاثنين، من السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معسكرين لقوات النظام في ريف إدلب، بعد معارك استمرت طيلة يوم الأحد الماضي، حيث تمت السيطرة بعد تحرير أكثر من 20 حاجز حولهما، وتمكن قوات المعارضة من تدمير أكثر من 8 دبابات، وقتل أكثر من 50 عنصراً من قوات النظام، إلى جانب اغتنامها 12 آلية ثقيلة، وكميات هائلة من الذخائر.

ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية؛ بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد الديكتاتوري، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، بينما تتحدث مصادر المعارضة؛ عن مقتل أكثر من 300 ألف سوري خلال الأزمة.

الاناضول – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى