بعيدا عن وطنهم.. يعيش أطفال سوريون في مخيمات اللاجئين بتركيا، التي جاءوا اليها صغارا أو ولدوا فيها، حيث أصبحت المخيمات قراهم التي رأت أعينهم النور فيها.
ويعيش في مخيم المساكن الجاهزة بقضاء يايلاداغي في ولاية هطاي جنوبي تركيا، نحو 4 آلاف من تركمان باير بوجاق، القادمين من ريف محافظة اللاذقية.
ويشكل الأطفال والنساء، غالبية سكان المخيم، الذين اضطروا لترك قراهم في بايربوجاق (جبل التركمان) في محافظة اللاذقية، بسبب هجمات قوات الأسد.
ويقطن في المخيم 980 طفلا بعمر السادسة وما دون، لجأ بعضهم إلى تركيا بينما كان رضيعا في حضن والدته، وقسم منهم فتح عيناه على العالم في المخيم.
وبينما يلهو الأطفال مع بعضهم ويقضون أوقاتا سعيدة، دون أن يدروا بما حل في بلادهم، لا يستطيع الكبار، نسيان الأهوال والمآسي التي شاهدوها بأم أعينهم.
ويحلم السوريون الذين أدركوا يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الذي يعد اليوم العالمي للمهاجرين، بعيدا عن وطنهم، بانتهاء الحرب في بلادهم، والعودة إلى ديارهم.
فاطمة عبد الله البالغة من العمر، 60 عاما، إن قراهم في باير بوجاق، بدأت تتعرض للقصف، قبل نحو 6 أعوام.
وذكرت أنهم حاولوا مواصلة العيش في قريتهم رغم كل الصعوبات، إلا أنه مع اشتداد القصف، وهلع الأطفال، هرعوا إلى الطرقات.
وأوضحت أنهم ساروا 3 أيام ليل نهار في الغابات، ليحطوا عند ذويهم في قرية عند الحدود مع تركيا.
وأفادت أنهم بقوا في القرية بضعة أيام، وغادروها بعد تعرضها للقصف أيضا، وتابعوا طريقهم عبر الغابات، حتى وصلوا إلى تركيا.
ولم تتمكن فاطمة من حبس دموعها أثناء الحديث عن تلك اللحظات المؤلمة، حيث أشارت إلى بكاء الأطفال على طريق اللجوء بسبب الجوع والعطش.
وأردفت:” لقد بكيت كثيرا في تلك الأيام، ومازلت أبكي، فليكن الله بعون من احتضنونا، هكذا أدعو دائما”.
وتابعت:” أطفالنا وأحفادنا، لم يروا قراهم، أو لا يتذكرونها، يعتقدون أن هذا المكان قريتهم، ورغم كل شيء نحمد الله حيث نعيش وتستمر الحياة “.
بدورها قالت عائشة ملا، البالغة من العمر 57 عاما، إنهم هاموا على وجوههم في الطرقات، بعد تعرض قريتهم للقصف.
وذكرت أنها بقيت مع أسرتها 4 أيام في إحدى الغابات.
وقالت :” لقد عانينا كثيرا مع أولادي الثلاثة وأحفادي السبعة، وتعبنا، وانتظرنا على الحدود 4 أيام، لعل الهجمات تتوقف ونعود إلى منزلنا”.
ومضت قائلة:” لكن القصف استمر بشكل يومي، وتهدمت بيوتنا”.
وبيّنت أنهم يعيشون في تركيا منذ 6 أعوام، و “أن الأطفال الصغار، لا يتذكرون قراهم في سوريا، حيث يعتقدون أن المساكن الجاهزة منازلهم، والمخيم قريتهم”.
وطن اف ام