أثارت الاتهامات التي وجهها الجيش الروسي لـ”حركة أحرار الشام” التابعة للثوار بوقوفها وراء الهجمات التي تعرضت لها قاعدة حميميم العسكرية الساحلية تساؤلات عدة، وتحذيرات من أن الاتهام يحمل في طياته نوايا روسية تجاه الحركة التي تنتشر في إدلب والساحل السوري، في الوقت الذي يقوم فيه نظام الأسد بشن حملة على المدينة.
وكانت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، قالت إن الجيش الروسي تمكن من تحديد الطرف الذي نفذ هجمات على قاعدة حميميم بطائرات مسيرة (درونز)، وتابعت الصحيفة بأن جماعات من “أحرار الشام” وراء هذه الهجمات.
وفي تعليقه على هذه الاتهامات، قرأ الباحث عبد الوهاب عاصي أكثر من دلالة لها، لكنه أوجز أهمها قائلا: “باعتقادي أنها بمثابة البدء بعملية عسكرية جديدة ستخوضها روسيا في الساحل السوري، الذي يعد معقلا من معاقل أحرار الشام”.
وأضاف، أن الاتهامات قد تفسر أيضا على أنها رسالة استباقية من روسيا لحركة أحرار الشام، مفادها أنها ستتصدى إلى جانب نظام الأسد لأي تحرك مفاجئ في الساحل، قد تقوم به الفصائل لتخفيف الضغط عن إدلب.
وتابع بأن الاتهام أيضا قد يشير إلى أن “أحرار الشام تقف فعلا وراء هذه الهجمات، بالتالي فإنها رسالة تحذيرية للحركة بالكف عن هذه الهجمات، وإلا ستتعرض لهجمات غير مسبوقة من المقاتلات الروسية”.
بدوره، لفت الإعلامي ماهر أبو شادي، إلى أن الاتهامات الروسية تأتي استكمالا للمخطط الروسي القاضي بضرب كل فصائل المعارضة بدون استثناء.
وأوضح في حديثه، أنه “على اعتبار أن الحرب على تنظيم الدولة قد شارفت على الانتهاء، تسعى روسيا اليوم إلى اتهام كل الفصائل الثورية بتهمة الإرهاب”.
وقال أبو أشادي: “يبدو الاتهام بمثابة إعلان حرب على حركة أحرار الشام وغيرها، من إدلب إلى الغوطة إلى الساحل السوري”.
وذهب الإعلامي إلى نسف الرواية الروسية من الأساس، وقال: “تفبرك روسيا عمليات قصف لا تستطيع المعارضة تنفيذها، حتى تتهم المعارضة بذلك، فتكون قد أمنت الذريعة أمام المجتمع الدولي للقضاء على ما تبقى من الثوار”.
أما الكاتب والباحث هشام منوّر، فوصف الاتهامات الروسية لـ”أحرار الشام” بالوقوف وراء استهداف حميميم بـ”غير الدقيقة”، واضعا إياها في خانة التغطية على ما يجري من صراع روسي إيراني في سوريا، على حد قوله.
وألمح منوّر إلى “وقوف أجنحة موالية لإيران بالوقوف وراء هذه الهجمات”، وذلك في قراءة أشار إليها أكثر من مصدر.
من جانب آخر، ربط منوّر بين الاتهامات الروسية لـ”أحرار الشام” وبين معركة “بأنهم ظلموا” التي تقودها أحرار الشام ضد قوات الأسد في الغوطة شرق العاصمة دمشق.
وقال: “يبدو أن الاتهام في هذا التوقيت مرتبط بالضغط على الحركة، خصوصا بعد التسريبات التي أكدت وجود مفاوضات روسية مع غرفة عمليات “بأنهم ظلموا” لفك الحصار عن عناصر النظام المحاصرين داخل قاعدة إدارة المركبات”.
وأضاف أن روسيا تسعى للضغط على الحركة لتسهيل المفاوضات التي أعلنت عنها “رويترز” الثلاثاء، ولذلك تأتي الاتهامات للتعمية على الخلافات ما بين أجنحة النظام الموالية لها والموالية لإيران.
وردا على قراءة البعض للاتهامات الروسية بأنها ترسم شكل المعركة المقبلة ما بعد “مطار أبو الظهور”، رأى منوّر أن روسيا لا تريد التصعيد، لأنها حريصة على عدم انهيار اتفاق “خفض التصعيد”، على الأقل إلى حين انعقاد مؤتمر “سوتشي”.
يذكر أن روسيا اعترفت بتعرض قاعدتي حميميم وطرطوس لضربات نفذتها طائرات بدون طيار (درون).
وطن اف ام / عربي 21