حلقة جديدة من مسلسل التهجير القسري بحق أبناء المناطق المحاصرة ينفذها نظام الأسد وحلفائه، تنتهي بخروج مجموعات من سكان مدينة “الضمير” كبرى مدن القلمون الشرقي الخاضع لسيطرة الثوار بريف دمشق.
مئات المدنيين إلى الشمال السوري
وبحسب الاتفاق الذي فرضته قوات الأسد برعاية روسية على قاطني مدينة الضمير التي كانت تخضع لسيطرة فصائل تابعة للجيش السوري الحر “جيش الاسلام وقوات أحمد العبدو”، فقد سمح بخروج المقاتلين رفقة عوائلهم وسلاحهم الفردي إلى ريف حلب الشمالي، وضمان بقاء المدنيين دون دخول قوات تابعة لنظام الأسد أو من المليشيات المقاتلة إلى جانبها.
ووصلت ظهر يوم الجمعة، قوافل تضم “ثلاثة وثلاثين حافلة” تقل مايقارب “1700” شخص من سكان مدينة الضمير، بينهم مايقارب “600” مقاتل إضافة إلى “800” مدني من عوائل المقاتلين وحوالي “200” مصاب نتيجة القصف الذي تعرضت له المدينة لاجبار الفصائل المقاتلة على القبول بشروط التهجير.
الدفعات المقررة من اتفاق التهجير القسري الذي فرض على مدنية الضمير، وصلت ريف حلب الشمالي من معبر “أبو الزندين” غرب مدينة الباب، وضمت ” ثلاثين حافلة تقل “1692” مدنياً ومقاتلاً كما أوضح الناشط الميداني “زين العابدين حسين”.
وأضاف حسين : ضمت القافلة مايقارب “550” عنصراً من الفصائل التي كانت تسيطر على مدينة الضمير (جيش الاسلام وقوات الشهيد أحمد العبدو)، خرجوا بسلاحهم الفردي، بالإضافة إلى وجود أكثر من “300” مصاب، ومايقارب “800” مدني جلهم من النساء والأطفال من عوائل المقاتلين وعائلات فضلت الخروج من المدينة بعد سيطرة نظام الأسد عليها.
مخيمات ريف عفرين
المهجرين حديثاً من مناطق القلمون الشرقي والتي كانت وجهتهم ريف حلب الشمالي، تم نقلهم من قبل المؤسسات والجهات المعنية بمتابعة أوضاع المهجرين إلى مخيمات ريف عفرين الجنوبي، والتي تم بنائها لاستيعاب الأعداد الهائلة من المهجرين من مناطق ريف دمشق مؤخراً.
خطوة نقل الوافدين الجدد إلى مخيمات شيدت حديثاً بريف عفرين، تحديداً قرب ناحية “جنديرس”، خطوة اسعافية جرت نتيجة اكتظاظ مراكز الإيواء المؤقت في مدينتي “اعزاز وقباسين” التي كان من المفترض استقبال المهجرين فيها. كما أوضح الناشط “زين العابدين الحسين”.
وقال أيضاً: نتيجة الأعداد الكبيرة المتواجدة داخل مراكز الإيواء المؤقت بريف حلب الشمالي والشرقي، تم نقل المهجرين إلى مخيمات ريف عفرين قرب ناحية “جنديرس” وهي مخيمات تم انشائها حديثاً لاستيعاب الأعداد الوافدين من مناطق القلمون الشرقي وغوطة دمشق الشرقية.
وأشار الحسين إلى أن “هذه المخيمات بنيت على عجل لتدارك الأوضاع الانسانية التي يعيشها أهالي الغوطة الشرقية في المساجد ومراكز الايواء بريف حلب الشمالي، إلا أن اتفاق التهجير الجديد فرض على المؤسسات الانسانية نقل آهالي مدينة الضمير إلى ريف عفرين، بانتظار تجهيز مخيمات جديدة لاستقبال المهجرين الجدد من مدن القلمون الشرقي”.
اتفاق تفريغ القلمون الشرقي
نص اتفاق التهجير الجديد الذي يعتبر التاسع بعد تهجير مدنيي “الغوطة الغربية والشرقية بريف دمشق والأحياء الجنوبية من دمشق وحلب وحمص”، نص على خروج المقاتلين بسلاحهم الفردي من مدن القلمون وأبرزها “الضمير والرحيبة” باتجاه الشمال السوري “جيش الاسلام وقوات الشهيد أحمد العبدو” إلى ريف حلب الشمالي، وجيش تحرير الشام وعدد من الكتائب إلى محافظة ادلب.
كما تعهدت القوات الروسية بنشر الشرطة العسكرية “الروسية_الشيشانية” في مناطق القلمون وعدم دخول قوات الأسد والمليشيات الموالية لها، والحفاظ على ممتلكات المدنيين الذين قرروا مغادرة المدينة رفقة الفصائل العسكرية، إضافة إلى تعهد روسيا بعدم ملاحقة أي مدني من قبل أمن النظام ومخابراته، ووضع مهلة بين الثلاث وستة أشهر للشبان المتخلفين عن الخدمة الالزامية.
بالمقابل تقوم الفصائل العسكرية بتسليم الأليات الثقيلة والمتوسطة لقوات الأسد والتي يبلغ عددها التقريبي “ثلاثين” آلية عسكرية ومدرعة، كما تنص الاتفاقية على تفكيك الفصائل العسكرية السلاح المضاد للدروع. كما أكد مصدر عسكري لـ”وطن اف ام”.
خضوع الفصائل العسكرية المسيطرة على مدن القلمون الشرقي لاتفاق التهجير الذي ينص على خروج المقاتلين والمدنيين المعارضين لنظام الأسد، مقابل الإبقاء على المدنيين العزل، هو أفضل الحلول السيئة كما يؤكد الثوار، ويأتي خشية تجدد فاجعة استخدام السلاح الكيماوي من قبل نظام الأسد، بعد استخدامه ضد أهالي مدينة دوما الذين رفضوا بدايةً التهجير.
منصور حسين – وطن اف ام