نشرت مجلة “نيوزويك” تقريرا للكاتب توم أوكونور، يتساءل فيه عن القصف الذي تعرضت له مناطق في سوريا، حيث كشف فيديو عن تفجير هائل في وقت تتصادم فيه القوى العالمية على أرض سوريا.
ويشير التقرير، إلى أن مواقع تابعة لقوات الأسد في كل من حلب وحماة، تعرضت للهجمات يوم أمس الأحد، حيث كان التفجير قويا لدرجة إحداث هزة أرضية.
ويورد الكاتب نقلا عن وكالة الأنباء التابعة لنظام الأسد، قولها إن قرى قرب حماة وحلب تعرضت لتفجيرات هائلة في الساعة العاشرة والنصف مساء، في التوقيت المحلي، وكانت هائلة إلى درجة أن دويها سمع في أماكن بعيدة، فيما أكد مراسل قناة “الجزيرة” حدوث انفجار كبير في جبل البحوث، جنوب مدينة حماة.
وتلفت المجلة إلى أن أحد ناشطي الثورة، ويدعى باسم الجرا، وضع صورة لما بدا أنه عبارة عن دخان ولهيب يرتفع من الريف السوري، معلقا بأن هناك أعدادا كبيرة من الضحايا سقطوا في موقع إيراني، يطلق عليه “جبل 47” جنوب حماة.
ويفيد التقرير بأن موقع “ويكيلكس” شارك فيديو يظهر انفجارا ضخما، مشيرا إلى أن ضخامة الانفجار جعلت مراقبي الزلازل في تركيا ولبنان يقولون إنه كاف لتحفيز هزة أرضية على قاعدة كبيرة، بحسب مقياس ريختر.
وينوه أوكونور إلى أن إسرائيل قامت بغارات جوية بداية هذا الشهر على قاعدة جوية “تيفور” أو الطياس قرب حمص، وقتلت عددا من الإيرانيين، وهددت إسرائيل بأنها ستواصل استهداف الوجود الإيراني في سوريا، حيث اتهمت طهران بالتأثير على الأمن القومي الإسرائيلي، لافتا إلى أن إيران قامت بتعبئة مليشيات شيعية لدعم نظام بشار الأسد، وتعارض في الوقت ذاته إسرائيل.
وتذكر المجلة أن الغارة الإسرائيلية تزامنت مع مواجهات بين مليشيات موالية لنظام الأسد والجماعات المسلحة المدعومة من البنتاغون، ويطلق عليها قوات سوريا الديمقراطية، حيث استطاعت القوات الموالية للنظام، وبدعم روسي وإيراني، السيطرة على دير الزور في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، لكنها تصادمت مع قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم الدولة أيضا.
وبحسب التقرير، فإن العراق، الذي يعد حليفا لنظام الأسد والأمريكيين، انضم للقوة متعددة الجنسيات التي تقاتل ضد تنظيم الدولة في شرق سوريا.
ويشير الكاتب إلى أن العمليات التي تقودها الولايات المتحدة توقفت في آذار/ مارس؛ بسبب انضمام عدد من مقاتلي قوات حماية الشعب في القتال ضد الحملة التركية في مدينة عفرين، منوها إلى أن قوات حماية الشعب أصبحت قريبة لنظام الأسد، الذي يعارض الوجود التركي والأمريكي على التراب السوري.
وتقول المجلة إن الولايات المتحدة وحليفتيها فرنسا وبريطانيا وجهت ضربة لنظام الأسد، بعد استخدام السلاح الكيماوي في بلدة دوما، فيما فكرت روسيا حليفة الأسد في تعزيز النظام الدفاعي لنظام الأسد بعد الهجمات، وحاولت الموازنة بين حليفتيها سوريا وإيران وعلاقتها مع إسرائيل، إلا أن التصعيد المتزايد بين الطرفين وضع موسكو في موقع صعب، مشيرة إلى أن نظام الأسد استطاع إسقاط مقاتلة “أف-16” بنجاح في شباط/ فبراير، بعد أن أسقطت إسرائيل طائرة دون طيار دخلت مجالها الجوي.
ويلفت التقرير إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تعهد في مؤتمر لصحيفة “جيروزاليم بوست” بمواصلة الهجمات، قائلا: “لن تبقى دولة إسرائيل متفرجة” على الوجود الإيراني في سوريا.
ويورد أوكونور نقلا عن ليبرمان، بحسب ما أوردته صحيفة “هآرتس”، قوله: “لا نعتزم الهجوم على روسيا، أو التدخل في الشؤون الداخلية السورية.. لكن لو فكر أحد أنه يستطيع إطلاق صاروخ أو مهاجمة إسرائيل أو طائراتنا فإننا بلا شك سنرد وبقوة”.
وتختم “نيوزويك” تقريرها بالإشارة إلى أن ليبرمان حدد مشكلات إسرائيل بـ”إيران وإيران وإيران”، واتهمها بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة، فيما تعهدت إيران بالانتقام من الهجمات على مواقعها وحلفائها.
وطن اف ام / عربي 21