لم يعد قطار التهجير الذي تقوده قوات الأسد بتخطيط واشراف روسي خاصاً بالسوريين المحاصرين، فقد وصلت رحلة التهجير إلى حي “مخيم اليرموك” جنوب العاصمة دمشق الذي يقطنه اللاجئين الفلسطينيين المهجرين منذ عام “1948”.
وصول قوافل المهجرين إلى حلب
ووصلت صباح اليوم الثلاثاء قافلة مهجري الأزقة الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام” داخل “مخيم اليرموك” جنوب دمشق، بعد اتفاق يقضي بخروج المقاتلين من مخيم اليرموك مقابل خروج مقاتلي المليشيات التابعة للنظام رفقة عوائلهم، من بلدتي “كفريا والفوعة” المحاصرتين بريف ادلب.
ضمت دفعة المهجرين مخيم اليرموك التي وصلت الساعة السادسة من صباح اليوم الثلاثاء، خمسة حافلات تقل مايقارب “المئة وخمسين” مقاتل تابع لهيئة تحرير الشام، رفقة عوائلهم، كما أوضح الناشط الميداني “محمد أبو سفيان”.
وقال أبو سفيان: دخلت هذه الحافلات التي وصلت برفقة “الهلال الأحمر السوري” من معبر بلدة العيس بريف حلب الجنوبي الذي تم انشاؤه حديثاً، لتنقل بعدها إلى مدينة ادلب والمناطق الحدودية، في حين تم نقل الجرحى المقدر عددهم بـ”15″ مصابا بعضهم حالته حرجة، إلى المشافي المتواجدة في المنطقة.
وأوضح الناشط الميداني محمد أبو سفيان: “أن هذه الدفعة التي وصلت ريف حلب الجنوبي قادمة من جنوب دمشق تعتبر الدفعة الوحيدة والتي تضم جميع المقاتلين التابعين لـ”هيئة تحرير الشام” والذين كانوا يسيطرون على عدة أحياء من “مخيم اليرموك الفلسطيني”.
مليشيا كفريا والفوعة يرفضون الخروج
وبالتزامن مع وصول الدفعة الأولى من مهجري مخيم اليرموك إلى ريف حلب الجنوبي، كان من المقرر خروج مقاتلين من المليشيات المسيطرة على بلدتي كفريا والفوعة بريف ادلب الشرقي، وفق دفعات تضم مايقارب “1500” شخص من المقاتلين وذويهم المتواجدين داخل القرى المحاصرة.
رفضت المليشيات الطائفية الموالية للنظام الخروج من بلدتي “كفريا والفوعا” على دفعات وفق ماكان مقرراً بين “هيئة تحرير الشام” وروسيا، وطالبوا بخروج جميع المقاتلين وعوائلهم على دفعة واحدة كما حصل مع مقاتلي “تحرير الشام” في مخيم اليرموك الفلسطيني. كما أفاد “محمد أبو سفيان” لـوطن اف ام.
وأشار أبو سفيان: أن القوافل التي دخلت “كفريا والفوعة” بريف ادلب الشرقي، لم تخرج إلى الآن نتيجة رفض عناصر المليشيات الخروج على دفعات، في الوقت الذي تم الاتفاق على خروج عربات الهلال الأحمر السوري التي دخلت لإجلاء المصابين من البلدتين، والمقدر عددهم بـ”50″ مصاب.
في حين لاتزال المفاوضات والإتصالات جارية في سبيل استكمال عملية الإخلاء، التي تنص على خروج مايقارب “1500” شخص من المقاتلين وعوائلهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد في مدينة حلب، حسب ما أوردته مصادر مطلعة على الاتفاق الأخير.
وتحاصر “هيئة تحرير الشام” بلدتي “كفريا والفوعا” المواليتين للنظام ذات الأغلبية الشيعية، منذ مايقارب الثلاث سنوات، بعد تمكن الفصائل العسكرية تحت مسمى “جيش الفتح” بالسيطرة على كامل محافظة ادلب عام “2015”.
اتفاق مخيم اليرموك_كفريا والفوعا
وينص اتفاق اجلاء عائلات ومقاتلين تابعين لـ “هيئة تحرير الشام” المنتشرين في مناطق داخل مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، على خروج مقاتلين تابعين للمليشيات الموالية للنظام من بلدتي “كفريا والفوعة” المحاصرتين بريف ادلب الشرقي.
وبحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين “تحرير الشام” والقوات الروسية، على خروج “خمسة آلاف شخص” متواجدين داخل بلدتي “كفريا والفوعة” المحاصرتين من ثلاث سنوات، باتجاه مدينة حلب، مقابل خروج مقاتلي تحرير الشام رفقة عوائلهم والمدنيين المتواجدين في مناطق سيطرة تحرير الشام في مخيم اليرموك إلى محافظة ادلب.
في حين أكدت “تحرير الشام” في بيان لها، أن الإتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً يقضي بخروج “1500” شخص من معسكري “كفريا والفوعة” بريف ادلب، مقابل خروج المحاصرين من أهالي مخيم اليرموك جنوب دمشق.
وتسيطر هيئة تحرير الشام ومجموعات من الكتائب التي فضلت الإنضمام لها نتيجة سيطرة تنظيم الدولة على مخيم اليرموك عام “2016”، تسيطر على عدة أزقة داخل المخيم الفلسطيني، في حين يسيطر تنظيم الدولة على معظم أرجاء الحي الذي يعد من أكبر المناطق التي تضم المهجرين الفلسطينيين منذ عام “1948” و1967″.
ويشار إلى قوات الأسد وروسيا لم تتوصلا إلى أي اتفاق يقضي بخروج مقاتلي عناصر تنظيم الدولة “داعش” من مخيم اليرموك وباقي المناطق التي يسيطر التنظيم عليها من العاصمة دمشق، نتيجة رفض عناصر التنظيم الخروج نحو الجنوب السوري والتمسك بقرار الخروج نحو البادية السورية، وهو ترفضه روسيا حتى اليوم.
وطن اف ام