أخبار سورية

حملة مشاريع صغيرة لمواجهة البطالة بريف حلب الشمالي

تحول الشمال السوري عامة وريف حلب الشمالي على الحدود السورية التركية خاصة، إلى قبلة الأمان لآلاف المهجرين الذين فضلوا مغادرة أرضهم ومساكنهم على العودة لحكم النظام بعد سنوات من الحصار والقصف.

فقد استقبل ريف حلب الشمالي خلال العامين الماضيين مايقارب “المئة ألف مهجر” من مختلف المناطق السورية ومنها “حلب، ريف دمشق، دمشق، ريف حمص الشمالي”، إضافة إلى أكثر من “مليون نازح”، موزعين على أكثر من خمسين مخيماً على طول الشريط الحدودي مع تركيا.

البطالة بريف حلب الشمالي

ومع توافد آلاف المدنيين إلى مناطق الشمال السوري الذي يعاني من التضخم السكاني وارتفاع نسبة البطالة بين الفئات العمرية القادرة على العمل، نتيجة ندرة فرص العمل واقتصارها على الأعمال الجسدية في معظمها والزراعية بنسبة أقل.

تعود ظاهرة البطالة إلى تصدر قائمة المشاكل الإجتماعية التي تعاني منها المنطقة الشمالية، خاصة وأن نسبة كبيرة من المدنيين يسعون لتوفير فرصة عمل تساعدهم على تحسين حالتهم المعيشية وترك حياة المخيات.

تتجاوز نسبة البطالة في مناطق ريف حلب الشمالي حاجز “35%” من اجمالي السكان القادرين على العمل، نتيجة ندرة فرص العمل التي تقتصر غالباً على المؤسسات الأمنية والعسكرية، أو العتالة والزراعة، كما وضح الصيدلي “محمد أبو أحمد” ناشط ميداني في مدينة الباب.

وقال أبو أحمد، يحاول المدنيون المتواجدين في مناطق ريف حلب الشمالي من نازحين ومهجرين بدء حياة جديدة والسعي خلف فرصة عمل تكون قادرة على توفير المبلغ المناسب لتأمين قوت العائلة ومستلزمات الحياة من إيجار المنزل وغيرها من المتطلبات الأساسية.

وأضاف، ومع التضخم السكاني الذي تعاني منه مدن ريف حلب الشمالي، وتحوله إلى مركز تجمع للمخيمات، أصبح البحث عن فرصة عمل فيه أمراً في غاية الصعوبة، في ظل ندرة الورش المهنية والمصانع، نتيجة ارتفاع تكلفة التجهييز وانحسار مناطق تصريف الإنتاج مقابل وفرة البضائع والسلع الأجنبية بكثرة.

دعم المشاريع الصغيرة

ومع عودة الحياة بالتراتب إلى مدن ريف حلب الشمالي بعد سنوات من الحرب، وخلق حالة من الإستقرار الأمني، إضافة إلى توفير العديد من المجالس والمؤسسات مصادر للطاقة المغذية لمناطقهم، تحاول بعض الجمعيات والمؤسسات الإنسانية دعم المشاريع الصناعية الصغيرة، التي من شأنها إعادة الشباب من أصحاب المهن إلى بوابة العمل.

وذلك من خلال “تقديم مبالغ مالية تغطي تكلفة المشاريع المقدمة من أصحاب المهن أو حتى الأشخاص الذين يحاولون فتح باب رزق لهم مثل محال لبيع المواد الغذائية أو الألبسة وتطون هذه المشاريع خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل” كما بيّن “أحمد قطان” مدير مشروع “فرصة” الذي أطلقته منظمة “بنيان” لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة بريف حلب الشمالي.

ولفت قطان، أعلنت منظمة بنيان العاملة في مناطق الشمال السوري تقديم منحة لتمويل “300” مشروع صغير بمبلغ يصل إلى مايقارب “1500” دولار أمريكي لكل مشروع، في بلدات “صوران اعزاز، مارع، اعزاز” بريف حلب الشمالي، وتدريب أصحاب المشاريع المقبولة ضمن خطة الدعم، وذلك ضمن إطار عمل المنظمة في المساهمة بالتعافي الاقتصادي وتمكين أصحاب المشاريع الصغيرة.

وأشار قطان، الأولوية في تقديم المنح للأرامل أو العائلات الفاقدة للمعيل، والمتقدمين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بهدف تفعيل دور هذه العناصر وتقديم الدعم اللازم لهم من تمويل لمشاريعهم وتدريب وتطوير، لإعادتهم إلى مضمار سباقهم مع الحياة، ونقلهم من دائرة المستهلك إلى المنتج والعامل أيضاً.

وعن اختيار مناطق “اعزاز،مارع، صوران اعزاز” بريف حلب الشمالي لدعم المدنيين من أصحاب المشاريع في تلك المنطقة، نوه قطان، اعتمد اختيار المناطق التي دخلت ضمن دائرة الدعم على الدراسة المطولة ومتابعة أوضاع المقيمين في المدينة ومدى نسبة نجاح المشاريع التجارية التي من الممكن إنشائها.

وتابع قطان لوطن اف ام، نتواصل مع المجالس المحلية المسؤولة عن المناطق التي شملها المشروع للبحث في أهمية المشاريع التي تحتاجها مناطقهم والتي تكون مختلفة بين منطقة وأخرى، من خلال حاجة بعض المناطق لتطوير المشاريع الزراعية وأخرى المشاريع التجارية أو الصناعية، وهو مايرفع من نسبة نجاحنا في اختيار المشاريع المقدمة لنا.

فدعم المشاريع الصغيرة ومساعدة أصحاب الفكر الصناعية والتجارية على اطلاق مشاريعهم الخاصة، مبادرة قد تكون الأفضل حالياً في مناطق أتت الحرب على مشاريع الصناعة وفرص العمل فيها، على أمل أن تشهد مدن ريف حلب الشمالي والشرقي ضمن المرحلة القادمة افتتاح مدن صناعية ضخمة من شأنها خفض معدل البطالة في المنطقة إلى مادون الأربعين بالمئة.

منصور حسين – وطن اف ام 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى