أطلقت الحكومة اللبنانية “خطة عمل تصعيدية” لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، محذراً الأمم المتحدة أنه في حال لم تتعاون مع بيروت لإعادة السوريين، فإن لبنان سيمضي في تطبيق الخطة.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الخميس، إن الخطة التصعيدية تشمل المستويات السياسية والتنفيذية، و”تتبع نظام العمل التدريجي لكن بمقاربة إنسانية”.
ويأتي إطلاق لبنان لخطة العمل التصعيدية بعد أكثر من عامين من المطالبة بإعادة اللاجئين، وفشل استئناف الخطة التي انطلقت في الصيف الماضي لإعادتهم عبر “وسيط سوري”.
وكشف مدير الشؤون السياسية والقنصلية في الخارجية اللبنانية، السفير غادي الخوري، للصحيفة أن “لبنان وضع خطة عمل جدية تنفذ تدريجياً بسقف مرتفع جداً، وتراعي المعايير الإنسانية وسلامة اللاجئين وأمانهم بالكامل، لحل معضلة اللاجئين”.
وحذر من أنه في حال لم تتحرك مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة خلال 15 يوماً، فإن “لبنان سيبدأ تنفيذ خطته على مراحل”، دون أن يوضح تفاصيلها.
الخوري أكد أنه أبلغ مفوضية اللاجئين بتحضير ما أسماها “خطة العودة”، وبحسب “الشرق الأوسط” كان رد المفوضية بأن عملها ينحصر بالشقّ الإنساني فقط.
ومنذ بداية العام نسق لبنان مع نظام الأسد لإعادة لاجئين سوريين إلى بلدهم، وآخر دفعة من اللاجئين وعددهم 500، خرجت من بلدة شبعا جنوب شرق لبنان، إلى بلدة “بيت جن” في سوريا، في أبريل/ نيسان الماضي.
وهاجم خوري مفوضية اللاجئين، وقال إن ممثلين عنها قابلوا “بعض الراغبين بالنزوح” وطرحوا عليهم أسئلة وطالبوهم بالانتباه، وأكدوا لهم أن ظروف الحياة ليست مضمونة.
واعتبر المسؤول اللبناني أن هذا النوع من الأسئلة يزيد المخاوف في صفوف اللاجئين، مضيفاً: “علماً بأننا لا يمكن أن نرسلهم إلى مناطق غير آمنة ومن غير ضمانات، ونصرّ على عودتهم إلى مناطق توفرت فيها ظروف الأمان”، وفق قوله.
وهذه الخطة اللبنانية، تأتي كتصعيد رسمي من لبنان تجاه الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومفوضية اللاجئين؛ الذين يخشون على حياة اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم غير المستقر بعد.
و طالبت وزارة الخارجية اللبنانية أمس من المفوضية العليا شؤون اللاجئين تغيير مقاربتها لقضية اللاجئين السوريين والعمل على وضع خطة لإطلاق مسار عودتهم إلى المناطق التي أسمتها بـ “الآمنة” داخل سوريا.
وجاء هذا الطلب في رسالة سلّمها مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية السفير غادي الخوري إلى ممثلة مكتب المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار وفريق عملها، عارضا التحفظات اللبنانية على سياسة المفوضية تجاه أزمة النزوح السوري في لبنان.
وفي هذا السياق، قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، إن بيروت أبدت تحفظاً على سياسة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة تجاه هذا الملف؛ إذ “تعمد المفوضية على تسجيل أسماء الراغبين بالعودة بعد لقاء الأب والأم والبالغين من كل عائلة، وتوجيه سلسلة أسئلة إليهم تثير ريبتهم وتدفعهم إلى عدم العودة”، وفق تعبيرها.
وكان الرئيس اللبناني، ميشيل عون” صعّد أمس الأربعاء من لهجته تجاه المجتمع الدولي، متهماً الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بـ”الممانعة في عودة النازحين”.
وكرر عن شكواه مما يجري في سوريا ومن اللاجئين، وقال إن “50 بالمئة من عدد السكان في لبنان من اللاجئين السوريين والفلسطينيين”.
وطن اف ام