نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا، تشير فيه إلى ترحيب إسرائيل بسيطرة نظام بشار الأسد على المناطق الحدودية.
ويشير التقرير، إلى أن إسرائيل تأمل بأن تؤدي العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الأسد إلى انسحاب القوات الإيرانية منها، لافتا إلى أن وجود الإيرانيين وحزب الله في جنوب غرب سوريا كان مصدر قلق لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونقطة ساخنة لاندلاع حرب إقليمية واسعة.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل تأمل الآن في قيام روسيا، التي تعد الداعم الخارجي والرئيسي لحكومة بشار الأسد، بالمساعدة على خروج المليشيات التابعة لإيران من المنطقة، وذلك بحسب مسؤول عسكري إسرائيلي بارز.
وينقل التقرير عن المسؤول البارز، قوله: “لست صديقا للأسد، ولا يوجد إسرائيلي صديق له، لكن هل نستطيع عمل ترتيبات يمكن أن تحقق الأمن في الجولان؟ بالتأكيد، آمل هذا”، وأضاف: “مطلبنا هو انسحاب القوات الإيرانية من سوريا كلها، ومن جنوب غرب سوريا تحديدا”.
وتلفت الصحيفة إلى أن قوات الأسد شنت، وبدعم من الطيران الروسي، حملة ضد معاقل الثوار في جنوب غرب سوريا، والسيطرة على الجيوب التي لا تزال في يد الثوار، مشيرة إلى أن الحرب الجارية في سوريا، التي مضى عليها سبع سنين، اقتربت إلى الحدود مع الجولان.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إنه طالما ظلت قوات الأسد خلف المنطقة المنزوعة السلاح، التي تم الاتفاق عليها بعد حرب عام 1973، وتشرف عليها الأمم المتحدة، وتم تخفيض الوجود الإيراني فيها، فإن إسرائيل ستعد هذا “نجاحا” مؤقتا.
وتنقل الصحيفة عن المسؤول، قوله إن إسرائيل ستحتفظ بـ”الأوراق التي على الطاولة” كلها، بما في ذلك الدبلوماسية والغارات الجوية؛ لدفع الإيرانيين والجماعات الوكيلة لهم للانسحاب من المنطقة الحدودية.
ويفيد التقرير بأن إسرائيل شنت سلسلة من الغارات الجوية، استهدفت مواقع إيرانية، خاصة تلك التابعة لحزب الله، وذلك منذ بدء الحرب السورية، وكثفت من هجماتها في الأشهر الأخيرة، حيث استهدفت في أيار/ مايو بنى عسكرية إيرانية مهمة.
وتجد الصحيفة أن الهجوم كان بمثابة الرسالة التي أرسلت إلى طهران، وأدى إلى نقاشات على مستويات عالية داخل الحكومة الإيرانية، حول الكيفية للمضي في سوريا، بحسب ما قال المسؤول الإسرائيلي.
وبحسب التقرير، فإنه من الناحية الفنية، فإن إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ عام 1948، وطالما شجبت نظام الأسد، لكنها على ما يبدو تعترف مع عدد من القوى الدولية بأن الأسد في حالة تقدم بسبب الدعم الإيراني والروسي له.
وتذكر الصحيفة أن إسرائيل تجري محادثات منذ تدخل الروس في الحرب عام 2015، وتنسق مع موسكو؛ باعتبارها القوة الرئيسية التي يمكن التعامل معها في سوريا، لافتة إلى أن نتنياهو سيزور موسكو يوم الأربعاء، للحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويبين التقرير أنه في الوقت الذي دك فيه الطيران الروسي مواقع المعارضة، فإنه من غير المعلوم الدور الذي أداه الإيرانيون، مشيرا إلى أن أعلام الوحدات الإيرانية وحزب الله كانت ترفع في المعارك السابقة إلى جانب قوات النظام، إلا أن حضورهم في هذه العملية لم يكن واضحا، وأكد الإعلام الرسمي إنجازات “الجيش العربي السوري”، بدلا من الحديث عن إنجازاته مع الحلفاء.
وتنقل الصحيفة عن ممثل الجيش السوري الحر في الأردن إبراهيم الجباوي، قوله إن مقاتلي الوحدات الإيرانية ارتدوا الزي العسكري السوري، واندمجوا مع بقية الجنود، لافتة إلى أن القوات التابعة للنظام استعادت في يوم السبت معبر نصيب، الذي سيبقي خطوط التجارة والنقل إلى دمشق مفتوحة.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، قولهما إن الدعم السري الإسرائيلي لعدد من جماعات المعارضة، والتنسيق مع قوات الثوار، التي كانت تقاتل تنظيم الدولة أو جماعات إسلامية أخرى قد انتهى.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول غير عسكري، قوله: “ليس عدلا القول إننا تخلينا عنهم.. لقد تغير الوضع، وتكيفوا مثلنا، وفي النهاية لا يزالون ينظرون إلينا بمشاعر طيبة”.
ويستدرك التقرير بأن المحلل في منظمة الأزمات الدولية عوفر زالزبيرغ، قال إن الوضع على الأرض لا يزال متقلبا، حيث لا يوجد اتفاق يبعد الإيرانيين وحزب الله عن المناطق الحدودية، وأضاف: “ندخل مرحلة جديدة في العلاقات بين روسيا وإسرائيل فيما يتعلق بسوريا، وسنرى تباينات جديدة”.
وتختم “فايننشال تايمز” تقريرها بالإشارة إلى قول زالزبيرغ: “إذا لم تستطع إسرائيل العثور على طرق لدق إسفين بين الإيرانيين والسوريين على المدى البعيد، فعندها سنرى عودة الإيرانيين إلى جنوب غرب سوريا خلال أسابيع أو أشهر”.
وطن اف ام/ عربي21