أعاد لبنان، الاثنين، مئات اللاجئين إلى سوريا بتنسيق مع نظام الأسد، واتجهوا إلى منطقة القلمون وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبحسب ما نشرته “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية، الاثنين، فإن العملية تمت بشكل “طوعي” من اللاجئين السوريين، الذين بلغ عدد من وصل منهم إلى منطقة عرسال لأجل إعادتهم إلى بلادهم 850 لاجئا.
وجرت عملية إعادة اللاجئين السوريين وسط إجراءات أمنية مشددة، بإشراف الأمن العام اللبناني ومكتب مفوضية شؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة، وإجراءات الجيش اللبناني ومخابراته، وبمشاركة من فرق إسعاف.
وأفادت الوكالة اللبنانية، بأن الأمن العام اللبناني استحدث مركزا عند نقطة وادي حميد، حيث يتم تسجيل المغادرين باتجاه معبر الزمراني إلى الداخل السوري بواسطة آليات خاصة من سيارات وجرارات زراعية وعربات نقل ودراجات.
وروجت الوكالة أن اللاجئين غادروا إلى بلادهم “بعبارات الشكر للبنان الذي احتضنهم لسنوات”، على حد تعبيرها.
يأتي ذلك في حين يدفع حزب الله الحليف الاستراتيجي لنظام الأسد، بثقله نحو إعادة اللاجئين السوريين ما سبب جدلا واسعا في لبنان.
ويطالب حزب الله والتيار الوطني، بتفعيل وتسريع عودة اللاجئين السوريين، من خلال الشروع في حوار مباشر بين الحكومة اللبنانية ونظام الأسد أيضا.
وسبق أن أعلن الأمين العام لميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصرالله، الذي يقاتل عناصره إلى جانب قوات الأسد في سوريا منذ عام 2013، أن حزبه يعد آلية لإعادة النازحين السوريين الموجودين في لبنان، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية ونظام الأسد.
وكان لافتا مسارعة لبنان إلى الترحيب بمقترح روسي بإعادة اللاجئين السوريين، إذ أعلنت الحكومة اللبنانية رغبتها بالوقوف على تفاصيل المقترح الروسي بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، عقب سيطرة نظام الأسد على غالبية البلاد، بعد هزيمة فصائل الثوار.
وتعد عملية إعادة اللاجئين السوريين من لبنان التي تمت الاثنين، الدفعة الرابعة التي تغادر منذ نيسان/ أبريل، على ضوء تكرار مسؤولين لبنانيين مطالبتهم المجتمع الدولي بوجوب تأمين إعادة اللاجئين إلى سوريا.
ونقلت الوكالة الفرنسية للأنباء، أن العائلات السورية غادرت محملة بالمفروشات واللوازم المنزلية والحاجيات والدراجات، وحتى الدواجن.
وقالت وكالة أنباء النظام “سانا” من جهتها: “عادت اليوم دفعة جديدة من السوريين المهجرين عبر معبر الزمراني من الأراضي اللبنانية إلى قراهم وبلداتهم في منطقة القلمون في ريف دمشق”.
ويقدر لبنان وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، بينما تفيد بيانات مفوضية شؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون.
وحذرت منظمات دولية في وقت سابق من إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم في عام 2018، فيما تؤكد السلطات اللبنانية أنها “لا تجبر أحدا على العودة بل إن الأمر يتم طواعية”، وسط حديث عن تزايد حوادث الكراهية وتصاعد الخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين في لبنان.
وطن اف ام / وكالات