بعد أشهرٍ من خروج مقاتلي المعارضة المسلّحة من مدينة حمص القديمة إلى ريف المحافظة الشمالي من بينهم، حارس الكرامة السابق ومنشد الثورة السورية عبد الباسط الساروت، أكّد صديق مقرّب من الساروت، أنّ الأخير أخبره منذ أيام بنيّته مبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش).
الناشط الإعلامي ثائر الخالدية والذي رافق الساروت في حمص، لكنه يقيم في تركيا حالياً، أوضح لـ”العربي الجديد”، أن الساروت ومنذ خروج المعارضة من حمص، لم يتوانَ عن العمل جاهداً، لاستجماع قوى الثوّار، وتأمين الدعم لهم، لكنّه قوبل بالتهميش، في ظلّ تخاذل كافة قيادات المعارضة الخارجية عن الاستجابة له، مضيفاً “الساروت قالها لي منذ فترة قصيرة: سأبايع (داعش)”.
إلى ذلك، لم يؤكد الخالدية ولم ينف الأخبار التي تواردت مؤخراً عن مبايعة صديقه لـ”داعش”، “الساروت لا يردّ على رسائله منذ عدّة أيام، ولا يملك هاتفاً حتى، وكل ما يتم تداوله حتى اللحظة في وسائل الإعلام ما هو إلّا مجرد تكهّنات”.
في المقابل، كشفت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أنّ تنظيم “داعش” عمل قصارى جهده طوال الفترة الأخيرة، على بعث شرعيين من قبله، لإقناع بعض قادة الكتائب المجتمعة في الريف الشمالي للانضمام إليه، مستغلاً حالة الحصار التي يقبعون في ظلّها، مفتقدين للسلاح والطعام، وهذا ما حصل فعلاً، إذ إنّ مقاتلين معارضين هناك، لم يحدد عددهم، أعلنوا مبايعته”.
من جهته، كتب مخرج فيلم “العودة إلى حمص”، طلال ديركي، على صفحته على موقع “فيسبوك”: “انتهت صداقتي بالساروت، فيما صلتي بحمص وأزقتها وتضحياتها ستبقى راسخة، لا مبرر لمبايعة واستبدال قاتل بقاتل آخر سوى الجنون، وهو بمثابة إعلان أخير للهزيمة الساروتية، هزيمة شباب بلدي في حرب دولية دمّرت كل شيء ملكوه انتهاءً بالأمل، سأذكر هذا اليافع الشجاع وكل ما قدّمه منذ بداية الثورة وحتى رجوعه لحمص ما حييت”.
عبد الباسط الساروت، الذي قاد معظم تظاهرات حمص في بداية الثورة السورية، خرج مع كتائب المعارضة المسلّحة من مدينة حمص إلى ريفها الشمالي مع بداية شهر أيار/مايو.
العربي الجديد – وطن اف ام