وجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، باسم ملايين السوريين تحية إجلال واعتزاز إلى متطوعي الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مؤكداً أن جهودهم، كانت وستبقى محل تقدير أبناء سورية، وجميع أنصار الحق والحرية والإنسانية في العالم.
وقال الائتلاف في بيان رسمي أنه في ظل مشهد أسود طويل، مليء بالدماء والدمار، قدّم أصحاب الخوذ البيضاء وجهاً مشرقاً، ونموذجاً لإنسان سوري أصيل، إنسانٍ كرّس حياته لإنقاذ ضحايا القصف والتدمير والتهجير، مستمداً الدعم من عزيمة لا تكل وإخلاص لا تشوبه شائبة.
وتابع “تحت القنابل والبراميل، وبين ركام البيوت والدمار الذي خلفته طائرات روسيا والنظام، كانت جهود الخوذ البيضاء وتعاونهم وصبرهم السبب في إنقاذ عشرات آلاف المدنيين من تحت الأنقاض، وتأمين الخدمات لمئات آلاف المهجرين والنازحين والمحتاجين الفارين من قصف النظام وميليشياته الإرهابية”.
وأكد أن الاستهداف المحموم من خلال نشر الأكاذيب والافتراءات حول عمل هذه المنظمة لن يجلب سوى الخزي على أصحابه، وهو ليس سوى امتداد لمحاولات متكررة لاستهداف كوادرها بالصواريخ والبراميل المتفجرة، حيث خسر الدفاع المدني السوري منذ بدء نشاطه ٢٥١ شهيداً، معظمهم سقطوا بفعل الغارات المزدوجة التي تفننت الطائرات الروسية وطائرات النظام في تنفيذها، لتعيد استهداف منطقة واحدة أكثر من مرة بقصد استهداف المسعفين.
ولفت إلى أن هجوم الخارجية الروسية على منظمة الخوذ البيضاء والرغبة الوحشية بالانتقام منها؛ يكشف عن التهديد الحقيقي الذي تمثله هذه المنظمة بالنسبة للمجرمين ولداعميهم، وخاصة فيما يتعلق بالجانب القانوني، فقد وثقت كوادر الخوذ البيضاء منذ بدء عملها سلسلة الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري، بما يشمل حفظ العينات والتقاط الصور وإعداد التقارير وحفظ التسجيلات الصوتية والمرئية وتوثيق شهادات المصابين والمدنيين على الجرائم والمناطق المستهدفة، وهي في مجملها أدلة ومواد قانونية قادرة، أمام أي هيئة قضائية نزيهة، على إثبات مسؤولية النظام وروسيا عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات للقانون الدولي.
وأضاف لقد تابع المئات من متطوعي الدفاع المدني مهامهم خلال الهجوم الشرس للنظام وروسيا على درعا والقنيطرة، وعملوا لمساعدة النازحين والمهجرين وقدموا لهم الدعم والرعاية الصحية الممكنة، دون أن يفكروا في المصير المجهول الذي سيلاقونه في حال اجتاحت قوات النظام تلك المناطق.
وبيّن ٣,٧٥٠ متطوعاً ما زالوا يعلمون في الدفاع المدني السوري، ولا يزال مصير المئات منهم مجهولاً في ظل منع خروجهم الآمن، الأمر الذي يستدعي تدخلاً من الأمم المتحدة.
وبحسب البيان ، خلال كل عمليات التفاوض التي جرت في الجنوب رفضت روسيا والنظام السماح لمتطوعي الدفاع المدني بمرافقة المهجرين إلى محافظة إدلب، ولا تزال تحول دون السماح لمن تبقوا منهم بالمغادرة الآمنة.
وختم بيان الائتلاف بالقول: “سيظل أصحاب الخوذ البيضاء رمزاً للتفاني والإخلاص والإنسانية، وستبقى جهودهم وبطولاتهم مصدراً للعزة والتقدير، وكما كان لهم دور كبير في إنقاذ حياة المدنيين ورعايتهم، ستكون شهادتهم صوناً لدماء الشهداء وحجة دامغة لإدانة المجرمين ورعاتهم”.
وطن اف ام