نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريراً يبين حالة انهيار ما سُمي “اتفاقات مناطق خفض التَّصعيد” في جنوب سوريا وبكل تأكيد فشلاً إضافياً لمجلس الأمن الدولي، الذي لم يحفظ أيَّ أمن أو سلم في سوريا، ولم يمنع تشريد مئات الآلاف في جنوبها.
ورأت الشبكة في تقرير لها اليوم أن هذا الشَّلل في مجلس الأمن مقصود ومفتعل وتكرَّر على مدار سبعة أعوام متواصلة، ويأتي انهيار اتفاق خفض التَّصعيد في جنوب سوريا ضمن سياسة الانتقال من تصفية منطقة إلى أخرى، بعد الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي.
وأوضح التقرير أنَّ قوات الأسد اتَّبعت في هجومها على منطقة الجنوب السوري الاستراتيجية ذاتها التي اتَّبعتها في الغوطة الشرقية في شباط/ 2018، عبر تنفيذ غارات جويَّة مُكثَّفة، ثم قصف مدفعي يستهدف الخطوط الخلفية للجبهات، وثالثاً استهداف متعمد للأحياء السكنيَّة والمراكز الطبية، والأسواق بما يشمله ذلك من استهداف للمدنيين الفارين من العمليات العسكرية.
وثَّق التقرير استشهاد ما لا يقل عن 281 مدنياً بينهم 84 طفلاً، و63 سيدة، على يد قوات الأسد – روسيا مُشيراً إلى ارتكابها أيضاً ما لا يقل عن 12 مجزرة و25 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 8 على منشآت طبية.، كما رصدت 86 حادثة اعتقال في محافظة درعا في المناطق التي خضعت مؤخراً لسيطرة النظام.
وذكر التقرير أنَّ الطيران المروحي ألقى ما لا يقل عن 862 برميلاً متفجراً، كما تسبَّبت الحملة العسكرية في نزوح ما لا يقل عن 340 ألف شخص اضطرَّ عدد منهم إلى العودة إلى المناطق التي شملتها الاتفاقيات المحلية بعد أن خُيروا بين الموت جوعاً وعطشاً بسبب ندرة المساعدات، وبين العودة إلى المناطق التي سيطر عليها نظام الأسد مؤخراً، وبالتالي الوقوع تحت خطر الاعتقال أو الخطف، وهو ما يشبه العملية الانتحارية في ظلِّ عدم وجود أية ضمانات تحميهم من الاعتقال أو التعذيب، الذي قد ينتظرهم، والذي قد تعرَّض له بعض أبناء المناطق التي شهدت تسويات مماثلة في محافظات حمص وحلب وريف دمشق.
ونوَّه التقرير إلى أنَّ آلاف المواطنين السوريين الذين لم يرغبوا بالعودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري قد اضطروا إلى النزوح مرة ثانية باتجاه مناطق في الريف الغربي لدرعا وبعض قرى ريف القنيطرة والمناطق الحدودية مع الجولان.
وسجَّل التقرير ما تعرَّضت له بلدة حيط الواقعة في حوض اليرموك من عمليات قصف مدفعي نفَّذه تنظيم داعش مُشيراً إلى أنَّ ذلك يبدو كأنَّه تنسيق وتناغم مع النظام وحليفه الروسي، وذكر التقرير أنَّ هجمات تنظيم داعش قد تسبَّبت في مقتل 4 مدنيين بينهم طفل في بلدة حيط الواقعة في حوض اليرموك والخاضعة لسيطرة فصائل الثوار، ونزوح ما لا يقل عن 1220 عائلة إلى بلدات واقعة في الريف الشمالي الغربي لمدينة درعا، وذكر التقرير نزوح ما لا يقل عن 5 آلاف مدني من حوض اليرموك باتجاه السهول الحدودية مع الجولان عقبَ العملية العسكرية التي شنها نظام الأسد وروسيا، التي امتدَّت إلى قرى حوض اليرموك في 19/ تموز.
وأشار التَّقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت شريكاً في كارثة الجنوب السوري عبر تخليها المفاجئ عن تعهدها بحفظ الهدوء هناك، مشيراً إلى أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يذكر في اجتماع “هلنسكي” أو ينوِّه مجرَّد تنويه إلى خرق اتفاق الجنوب السوري وكأنَّ الأمر لا يعنيه بتاتاً، وهذا بحسب التقرير يُذكِّر السوريين بالخط الأحمر للرئيس الأمريكي السَّابق، الذي خذل السوريين في قضية الأسلحة الكيميائية.
وطن اف ام