وجّه رئيس حزب “التقدمي الاشتراكي”، الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، رسالة إلى أهالي السويداء، والشعب السوري.
واتهم جنبلاط، نظام الأسد وروسيا بالتسبب في مجزرة السويداء، عبر نقلهم عناصر تنظيم الدولة إلى محيط السويداء.
واعتبر جنبلاط بحسب الرسالة التي نشرتها صحيفة “النهار”، أن نظام الأسد يريد أن تعاد السويداء إلى “بيت طاعته”.
وقال جنبلاط، “إن ما تمرّ به محافظة السويداء حاليا؛ لايمكن فصله عن السياق العام للأحداث التي عصفت بسوريا خلال سبع سنوات ونيف، منذ أعلن السوريون ثورتهم لنيل حريتهم، والعيش في وطنهم بكرامة وعدل في ظلّ دولة القانون”.
وأكد جنبلاط أن أهالي الدروز رفضوا طيلة السنوات الماضية الوقوف إلى جانب النظام، ولم يستطع الأخير بدوره خوض معركة ضد السويداء، “لتناقض ذلك مع برباغندته الإعلامية (باعتباره حامي الأقليات ويكافح الإرهاب)، ولأجل إخضاعها لسلطته”.
وتابع أن النظام من أجل ذلك “استقدم تنظيم (داعش) من عدة مناطق سورية، إلى حدودها الشرقيّة، والشرقيّة الشماليّة بصفقات فاضحة، عمل عليها بإشراف روسيّ، بهدف زعزعة الأمن الاستقرار والسلم الأهلي، الذي أرساه أهالي السويداء فيما بينهم وبين ضيوفهم من بقية المحافظات السورية، وبالتالي محاولة النظام إعادة السويداء إلى بيت طاعته”.
وفي رسالته أيضا، قال جنبلاط: “أيها السوريون الكرام: يعلم جميع المطلعين على الشأن السوري العام، كيف تواطأ النظام، وسهّل لتنظيم (داعش) هجومه الأخير على بعض بلدات المحافظة الحدودية بطريقة غادرة، تزامنت مع تفجيرات إرهابية داخل المدينة أسفرت جميعها عن مئات الضحايا بين قتيل وجريح من المدنيين، إضافة إلى اختطاف نحو 34 شخصا من النساء والأطفال، ما زالوا رهائن لدى التنظيم الإرهابي حتى الآن، وبات واضحا للأهالي في السويداء، بأنهم تركوا وحيدين لمواجهة (داعش)، بعد رفضهم الشروط الروسيّة بتقديم شبابهم كخزان بشريّ جديد لجيش النظام، يعوّض به بعض خسائره، وخاصة مع احتماليّة الانصياع الإيراني للضغوط الأمريكية بسحب جزء من مليشياته عن الأرض السورية”.
وأضاف أن “أبناء السويداء توصلوا إلى قناعة تامّة بضرورة درء خطر (داعش) بأنفسهم، وحيدين منزوعي السلاح، إلا من بعض الأسلحة الفرديّة الخفيفة، في مواجهة تنظيم يمتلك أسلحة حديثة ودعم لوجستي”.
وسرد جنبلاط أمثلة على سلوكيات سيئة (سرقة، قتل، إلخ) يقوم بها النظام ومليشياته في مناطق الدروز ومحيطها، مضيفا أن “النظام يرمي من وراء ذلك إلى إرهاب المدنيين وترويعهم، وزيادة الفجوة والانقسام بين السوريين، وبالتالي وضعهم أمام خيارين إما هو أو (داعش)، ومن ثم إنهاء وتصفية أشكال العمل المدنيّ المؤسساتيّ كافة، الذي عمل عليه الناشطون في السويداء خلال السنوات الماضية”.
وختم جنبلاط رسالته، قائلا، “إننا نهيب بالسوريين جميعا، ونخصّ بالذكر الأهالي كافة في جبل وسهل حوران، التصدي بعقلانية لتلك المخططات، مبتعدين عن ردّ الفعل، وذلك بالتمسك بمبادئ مجتمعنا السوري وأخلاقه النابذة للعنف والعنف المضاد، والعمل على مكافحة تلك الأعمال اللاإنسانيه بالوسائل كافة، وفضحها وتعرية مرتكبيها. وتفويت الفرصة على النظام بتخريب ما استعصى عليه حتى الآن في النسيج السوري”.
وطن اف ام / صحف