مع بدء الموسم الدراسي الجديد “2018_2019” الذي انطلق مطلع الشهر الحالي، تحاول المؤسسات التربوية العاملة بريف حلب الجنوبي التغلب على سوء الواقع الذي تعاني منه البنى التحتية للمؤسسات التعليمية، وسد حاجة المناطق التي لا تتوفر فيها مراكز تربوية.
ترميم وتأهيل المراكز التعليمية
فقد أعلنت “منظمة بناء” المتعاونة مع مديرية التربية والتعليم بريف حلب الجنوبي، ترميم وتأهيل “16” من أصل “أربعين” مركز تعليمي ومدرسة في مناطق ريف حلب الجنوبي الخارجة عن سيطرة النظام، دمرها القصف الذي استهدف المراكز التعليمية خلال العمليات العسكرية الأخيرة التي شهدها ريف حلب الجنوبي.
وقال الأستاذ “نادر اسماعيل” مشرف المجمع التربوي في منطقة سمعان الشرقية: بلغ تعداد المراكز التعليمية والمدارس بريف حلب الجنوبي “72 مركزاً تعليمياً”، منها “اثنان وستون” مركزاً ومدرسة تم العمل على تفعيلها تحضيراً للموسم الدراسي الجديد، إضافة إلى افتتاح “عشرة” مدارس في مناطق ريف ادلب الشرقي التي تضم مخيمات للنازحين من قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي الذين أجبروا على ترك منازلهم خلال حملة النظام العسكرية الأخيرة.
وأضاف: كما تم وبالتعاون مع “منظمة بناء” ترميم “ستة عشر” مدرسة ومركز تعليمي بريف حلب الجنوبي تقسمت على مراكز للتعليم الأساسي “المرحلتين الإبتدائية والإعدادية” ومدارس للمرحلة الثانوية، كانت المنظمة قد أخذت على عاتقها عملية صيانتها وترميمها.
وأوضح الأستاذ “نادر اسماعيل” خلال حديثه عن “وجود أكثر من عشرين مركز تعليمي بريف حلب الجنوبي يحتاج إلى إعادة تأهيل وصيانة، منها “خمسة مراكز تعليمية” مدمرة بشكل كامل تحتاج إلى بديل عاجل، بينها مدرستان في قرى “بانص والهضبة الخضراء”.
مراكز تعليمية غير كافية
إنشاء مراكز تربوية في مناطق تعتبر خطيرة نسبياً، بقصد إعادة الأطفال لمقاعد الدراسة، إضافة إلى المناطق التي تشهد تجمعاً للنازحين المقيمين في مخيمات عشوائية، كان ضمن أولويات المؤسسات التعليمية المتواجدة بريف حلب الجنوبي، نظراً للحاجة الملحة في إنشاء مراكز تربوية في المخيمات.
“في إطار سعينا توفير التعليم للمتواجدين بريف حلب الجنوبي، قمنا بافتتاح مراكز تعليمية جديدة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية في المناطق السكنية القريبة من خطوط الاشتباك والبعيدة نسبياً عن باقي المدارس، ومنها قرى “زيتان، العيس وبرنة”، والتي يتواجد فيها أكثر من “ألف طالب وتلميذ”، يقول الأستاذ “نادر اسماعيل”.
وأضاف: كما تم تفعيل العديد من المراكز التعليمية في مناطق تجمع النازحين قرب طريق “دمشق_حلب الدولي” ومنها قرى “جزرايا، زمار وتل حديا”، والتي تضم أكثر من عشر مخيمات، إلا أنها لم تكن كافية.
وعلى الرغم من افتتاح العديد من المراكز التربوية في مخيمات النازحين المتواجدين بريف حلب الجنوبي، إلا أنها لم تكن كفيلة بسد حاجة المخيمات للمراكز التعليمية.
وعن هذا الموضوع يقول الأستاذ “رياض شلاش”: نعاني من نقص المراكز التعليمية في مخيمات النازحين كما هو الحال مع بعض القرى، وعلى الرغم من مطالبنا المتكررة لتزويدنا بغرف مسبقة الصنع، إلا أننا لم نتلق جواباً حتى اللحظة.
ويضيف: هناك مخيمات في مناطق “الكسيبة، البوابية، المهندسين وكدرسة النازحين في زمار”، تحتاج إلى غرف مسبقة الصنع لتكون بديلة عن المدارس، وهي المخيمات التي عملنا الموسم الماضي على بناء خيام من النايلون فيها كمدارس مؤقتة للأطفال، لكنها لم تكن قادرة على مقاومة العوامل المناخية، إضافة إلى تسببها بمرض الأطفال، الأمر الذي دفع الأهالي لعدم الاستمرار في ارسال أولادهم للتعلم.
مراكز تعليمية في مخيمات النازحين بريف ادلب
ولم تتوقف مهام المؤسسات التربوية العاملة بريف حلب على الحدود الإدارية لمناطقهم، فقد شملت أيضاً المناطق التي يتواجد فيها نازحو ريف حلب الجنوبي في ريف ادلب الشرقي، وذلك بعد التوافق الذي تم بين المديريات التربوية العاملة في المناطق المجاورة لريف حلب الجنوبي.
“تم إنشاء إثنا عشرة مركزاً تعليمياً في ريف ادلب الجنوبي والشرقي الذي يحتضن نازحين من ريف حلب الجنوبي، بعد أن تم ضمهم لإدارة مديرية التربية بريف حلب، إضافة إلى إنشاء وتأهيل أكثر من عشر مراكز تعليمية في مخيمات النازحين المنتشرة قرب طريق “دمشق_حلب الدولي”. كما صرح الأستاذ “نادر اسماعيل”.
ويضيف: بعد اجتماع مديريات التعليم بريف حلب وادلب، تم الإتفاق على جعل المراكز التعليمية الموجودة في المناطق التي تشهد تجمعات لنازحي الريف الجنوبي تحت إشراف مؤسسات التربية بريف حلب، وبالتالي أصبح لزاماً علينا تأمين مستلزمات وإحتياجات تلك المراكز ومتابعة عملها خلال الموسم الدراسي القادم.
وبحسب احصائيات المؤسسات التربوية والتعليمية بريف حلب الجنوبي، فقد بلغت نسبة المراكز التعليمية التي دمرها قصف طيران النظام والطيران الروسي خلال الحملة العسكرية الأخيرة مطلع عام “2018”، أكثر من “مئة وخمسون مدرسة ومركز تعليمي” الأمر الذي ضاعف من الصعوبات بالنسبة للعاملين في هذا القطاع.
وطن اف ام