بعد معارك كرّ وفرّ لأكثر من شهر، على أهم محاور مدينة حلب، والتي تُعتبر صمام الأمان للمناطق الشمالية الشرقية للمدينة، توّجها الثّوار بالنصر بأقل من خمس ساعات من المعارك، وسيطروا على منطقة المجبل والمناشر المحيطة به.
فقد شهدت المناطق الشرقية لحلب معارك وُصفت بالعنيفة، خاضها الثوّار ضدّ قوّات الأسد والميليشيات الأجنبية المُسانِدة له، من أجل استعادة نقاطٍ كان نظام الأسد سيطر عليها في وقت ماضٍ.
حيث بدأت قوات الثوار مساء أمس بالتوجه إلى منطقة الإنذارات وحندرات والبريج، مدعمةً بالأسلحة الثقيلة من المدفعية والدبابات والرشاشات الثقيلة، إضافة للصواريخ.
وبعد دراسة مطوّلة للقادة العسكريين، ودراسة نقاط الضعف في صفوف الأسد أُعلنت ساعةُ الصفر، وبدأ الثوار بالتمهيد الناري الذي وُصف بغير المسبوق، والذي تلاه تقدّم سرايا الاقتحام بالتزامن مع التغطية النارية.
لتستمر المعركة حوالي خمس ساعات، وانتهت بالسيطرة الكاملة على منطقة المجبل والمناشير المحيطة بها.
وفي تصريح خاص ” أكد ” أبو أسعد” أحد القادة العسكريين في الجبهة الشامية للدرر الشامية “إن الثوّار تمكّنوا من قتل أكثر من 20 عنصرًا، واغتنام دبابة كانت تتمركز داخل المجبل، إضافة لبعض الأسلحة والذخائر”.
وأكد أن المجبل لم يتحرر إلا بعد التكاتف بين الفصائل المقاتلة في حلب. مشيرًا إلى أن المعركة التي دارت أمس تميّزت بتقارب كبير، وتناغم غير مسبوق بين عناصر وقادة الفصائل، وهي: جيش المهاجرين والأنصار، والجبهة الشامية، وحركة أحرار الشام الإسلامية .
وأضاف “أبو أسعد” أن المعركة مستمرة لاستعادة كافة النقاط التي سيطر عليها الأسد. مشيرًا إلى أن المعركة لم ولن تنهي حتى إسقاط نظام الأسد، وطرد جميع الميليشيات المُساندة له خارج البلاد.
وأفاد عضو المكتب الإعلامي للجبهة الشامية، ياسر الأحمد، أن منطقة المجبل والمناشير المحيطة بها تقع على منطقة مرتفعة، تُشرف على أغلب أحياء حلب المحرّرة، وترصد طريق الإنذارات وبعيدين، مما يعني أن الأسد كان يسيطر على أخطر النقاط التي تُهدد آخر طرق الإمداد للثّوار، وباستعادة المجبل تمكّن الثوار من إبعاد الخطر الذي يُهدّد المدينة نوعًا ما. منوهًا إلى أن المعركة يجب ألا تتوقف، ويجب على قادة الفصائل الانصهار بكامل تشكيلاتهم ضمن جسد واحد، يستطيع الصمودَ تحت ضربات الأسد، ويُفشِل خططَ الأسد التي تدعو لمحاصرة حلب وقتل كل من فيها.
والجدير بالذكر أن الثوّار تمكّنوا في وقت ماضٍ من استعادة عدّة نقاط في منطقة الملاح، شمالي حلب، بعد معارك عنيفة، كبّدت الأسد عشرات القتلى والجرحى.
وسيطرت الكتائب والفصائل التابعة للجبهة الشامية في الهجوم، الذي شنته على منطقة البربج، ليلة أمس، واستمر حتى صباح اليوم، على منطقة المجبل وأجزاء واسعة من منطقة المناشر، وتمكنت من اغتنام دبابة ومدفع رشاش عيار 23 ملم، ما صعب إلى حد كبير مهمة قوات النظام التي تحاول حصار مدينة.
وأوضح أبو كامل، القيادي في الجبهة الشامية لمراسل الأناضول، أن “السيطرة على المجبل تمت مع بزوغ فجر اليوم، تقدموا بعدها نحو المناشر وسيطروا على أجزاء كبيرة منه”، مشيراً إلى أن “المجبل كان يشكلاً خطراً كبيراً على تحركاتهم لوقوعها على أرض مرتفعة”.
وتسمى منطقة المجبل بهذا الاسم بسبب احتوائها على مجبل لمادة الإسفلت، المستخدمة في تعبيد الشوارع، وتتمتع هذه المنطقة بأهمية عسكرية كبيرة، لقربها من حي الانذارات أول أحياء حلب المدينة من الجهة الشمالية الشرقية ، أما منطقة المناشر فهي منطقة تابعة للمدينة الصناعية وفيها مناشر الحجر الضخم المستخدم للبناء.
وكانت قوات النظام سيطرت على المجبل في الشهر الماضي، ما شكل تهديداً حقيقياً للأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.
وتحاول قوات النظام منذ أشهر التقدم على جبهتي البريج وحندرات لضرب حصار على مدينة، إلا أن الثوار تصدوا لقوات النظام وميليشياته على الجبهتين، وأفشلت حتى الآن جميع محاولات الحصار. في حين تأكد وجود ميليشيات شيعية إيرانية وأفغانية تقاتل في صفوف قوات النظام ، وخاصة في جبهة حندرات. حيث جرى أسر عدد منهم خلال الاشتباكات.
قسم الاخبار – وطن اف ام
مواد متعلقة
ثوار حلب يسيطرون على مجبل الانذارات والمناشر في جبهة البريج .. ويُبعدون شبح الحصار عن المدينة
شاهد: هروب قوات الأسد وميليشياته من المجبل والمناشر على جبهة البريج بحلب (فيديو)