أعلن امس الأربعاء، من مدينة إسطنبول التركية، انطلاق قافلة “نبض الحياة” الخامسة، بعنوان “وتد لصمودهم”، وذلك في مؤتمر صحفي نظمته الهيئة العالمية للاغاثة والتنمية، وجمعيات أخرى، وبحضور عربي وإسلامي.
وجاء في بيان إطلاق القافلة، الذي تلاه المدير التنفيذي في المنظمة العالمية للإغاثة والتنمية، حمزة العبد الله، أنه “في إطار سلسلة القوافل الإنسانية إلى سوريا، ودعماً لصمود الشعب السوري، الذي لا يزال مستمراً بثباته وصبره وتمسكه بالأرض والحياة، أطلقت قافلة نبض الحياة الخامسة من قبل الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية، وبالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية في تركيا IHH، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”.
واشار إلى أن “فكرة القافلة الخامسة كانت رسالة مؤاخاة ومناصرة من الشعوب العربية والاسلامية للشعب السوري، بالوقوف إلى جانبه حتى النصر، بدعم المشاريع الإغاثية والتنموية التي تضمن له البقاء، كما أن القافلة تأتي في فصل الشتاء الذي يمر ثقيلا على العائلات، وخصوصا على الأطفال والنساء والعجائز داخل سوريا”. وأضاف أن “الحملة الخامسة”، تتضمن “بخلاف سابقاتها، مجموعة من البرامج والمشاريع التنموية التي سيقوم بها القائمون وتستهدف الداخل، وذلك لما بدا بأن الأزمة تطول، وبالتالي ستدعم مشروعات الزراعة والمشاريع الحيوانية، فضلا عن توزيع المحروقات (المازوت)، وبطانيات، ومستلزمات شتوية، إضافة إلى دعم مشاريع الخبز والخياطة والأسواق الخيرية”.
من ناحية أخرى، لفت البيان إلى “وجود برامج مع الجانب التركي من أجل توفير سيارات الإسعاف، فضلا عن حزمة مشاريع اجتماعية لمراعاة اليتامى والنساء وغيرهم، كما تستهدف المشاريع والحملات مختلف المناطق، وتركز على المناطق المحاصرة، ويشارك في القافلة جهات خيرية عربية إسلامية”. وأشار إلى أنها “تشمل المشروعات التي تضم شراكات تبلغ نحو ٤٠، من بينهما قنوات تلفزيونية، وفتح باب التبرع عبر وسائل الإعلام، والباب مفتوح من أجل جمع التبرعات، حيث تستمر القافلة ٣ أشهر، تنتهي بنهاية آذار/ مارس المقبل، والانتقال من المساعدات إلى المشاريع المستدامة”.
أما الدكتور علي محي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فقال في كلمته بأنه “يشعر بخجل شديد حيث ينعقد المؤتمر في جو دافئ، والشعب السوري وأهل غزة يتضورون جوعا، ويموتون بالبرد والثلج، لذا طلب ترتيب لقاء وزيارة إلى داخل هذه المخيمات ومشاركة اللاجئين لدقائق أو ساعات معاناتهم، عملا بقول رسول الله بأن المسلمين كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وكشف القره داغي أنه “لو جمعت أموال الزكاة بشكل صحيح في العالم الإسلامي، فمن المؤكد أن تصل لنحو ٣ مليارات من الدولارات، وهي أموال جيدة كافية لسد احتياجات كافة المسلمين في مختلف أنحاء العالم”.
ووجه الأمين العام رسائل عديدة، “منها للشعب السوري الصامد منذ نحو ٤ سنوات، ورسائل إلى الحكومات والشعوب العربية الإسلامية، التي لم تتحرك من أجل السوريين، فيما تحركت من أجل الضحايا في فرنسا، رغم إدانتهم لهذا العمل، إلا أنه كان من المنتظر عمل المثل للسوريين الذين يقتل منهم في اليوم الواحد أضعافا”.
أما أنور مالك، المراقب العربي السابق إلى سوريا، فشدد على أنه “شعر باعتزاز في القوافل السابقة، التي نجحت في تحقيق غايتها، وإن كانت ما تريده أكبر من الإمكانيات”، مؤكدا أن “النظام لم يحترم القيم البشرية والحيوانية بمواجهة الشعب، وفي التاريخ القديم لم يعثر على هكذا إجرام، لا يخطر على بال أي أحد، فبات الشعب بحاجة إلى نبض للحياة، لأن المأساة فظيعة”.
وأفاد بأنه “ان قورنت زيارته قبل عامين إلى سوريا بما يحدث الآن، فمن الممكن اعتبارها نزهة، فالمجرم (قاصدا بشار الأسد)، حول البلد لبحر من الدماء لمعاقبة الثائرين، وللأسف تستمر حرب إبادة الشعب بطريقة ممنهجة أمام العالم، وبقي الأخير يتفرج على وحش كاسر يبيد الأطفال، باستعمال كل انواع الأسلحة وصلت حد الكيمياوي، وربما تتطور لاسلحة أخرى، ما دام لم يتصدى له أحد”، على حد تعبيره.
من ناحيته قال الدكتور بسام ضويحي، المنسق العام للهيئة العالمية للإغاثة والتنمية، إن “سوريا تتعرض لأشرس حملة إبادة في التاريخ، وهي هدف استراتيجي لأعداء الأمة والإنسانية، واهل سوريا يدفعون ثمن الدفاع عن الإسلام والعقيدة والحرية، وليسوا يدافعون عن أنفسهم فقط، بل على البلدان العربية بأجمعها”.
وشدد على أن “الشعب السوري قدم الغالي والرخيص، وتجاوزت اعداد القتلى ٣٠٠ ألف، أغلبهم من المدنيين والنساء والأطفال، وأكثر من ٣٠٠ ألف جريح، و١٨٠ ألف مفقود، و٦ ملايين لاجئ في الداخل، و٥ ملايين في دول الجوار يعانون الأمرين في الخيام”.
وناشد ضويحي “العالم بأن يتصور كل واحد نفسه وعائلته في مكان اللاجئين في الخيام”، متسائلا “كم سوريا ينبغي ان يتجمد ليستيقظ الضمير العربي للاغاثة؟ وهل تجمدت قلوب الملايين من العرب، فلم تتحرك لتجمد الأطفال السوريين؟ وأين هم من مأساة الشعبين السوري والفلسطيني؟”.
وتحدث نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، فاروق طيفور، مؤكدا أنه “يتم معالجة الأزمات لوحدها في العالم العربي، مع العلم أن المأساة واحدة والعدو واحد في المنطقة، لذلك لا بد من مشروع مواجه موحد، يكون مشروعا استراتيجيا يوحد الأمة، ويجابه العدو بأساليبه ومكره”.
وكشف أنه “لم يكن التحالف الدولي الذي أنشئ لمواجهة داعش، سوى تبرير يراد به القضاء على كافة الثورات العربية، ومشروع النهضة للعالم العربي، التي نهضت من خلال الربيع العربي، واستهداف كل المسلمين الموجودين في المنطقة من أجل القضاء على أي نهضة، حيث إن هناك قوى تريد ضرب وتشريد وتحطيم وتأخير أي مشروع يمكن ان ينهض في المنطقة”.
وأبدى طيفور استغرابه من “خروج المظاهرات في الدول العربية للتنديد بما حدث في باريس، ولا تخرج تظاهرات ضد ما يحدث في سوريا، كما ان المقاتلين في الجيش الحر والنازحين من العراق، أكدوا له شخصيا في لقاءات سابقة، أن العدو واحد وهو من الميليشيات الإيرانية”، على حد قوله.
أما يعقوب أشق، وهو عضو مجلس إدارة منظمة IHH، فأكد أن “المنظمة منذ ٢٠١١ تعمل على تقديم المساعدات للسوريين، وهي في هذا الصدد وجهت حتى اليوم ٥ آلاف شاحنة مساعدات”، مؤكدا أنه “بسبب الموجة الباردة باتت المخيمات لا تصلح للحياة، وأدى إلى بقاء الأطفال والنساء في مواجهة البرد، وقد توفي ٨ أطفال، و١٤ سوريا بسبب البرد، وفي لبنان يقال ان أكثر من ١٠ وفيات بسبب البرد”.
وشارك في المؤتمر كذلك الدكتور طارق حواس، عضو رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي، والدكتور أحمد عبدالعزيز، مستشار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وكرم عدد من المشاركين من المنظمات الإغاثية.
وطن اف ام
{gallery}news/2015/1/15/4sy{/gallery}