أثارت حادثة اختفاء طبيب من المناطق المحررة بحلب مؤخراً جدلاً واسعاً في اوساط الناشطين، ففي حين لمحّت أطراف عدة الى قيام “جبهة النصرة” بهذا الفعل في بداية الاعتقال، تبيّن لاحقاً أن الطبيب موجود لدى “شعبة المعلومات”، بحسب بيانٍ صادرٍ عنها.
وطالب كل من مجلس ثوار حلب واتحاد ثوار مدينة حلب، في بيان مشترك؛ الجبهة الشامية باتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة وتطبيق شرع الله على “شعبة المعلومات” التي تبنت عملية اعتقال الطبيب “سالم أبو النصر” على خلفية شبهات منها “مشاهدته مع عناصر من حزب الله في لبنان، اضافة الى علاقاته مع نساء مشبوهات”. كما أحرقت الشعبة يوم الأحد 18 كانون الثاني الجاري عشرات النسخ من صحف الإعلام البديل، بحجة الإساءة للرسول الكريم وفق تسجيل مصوّر بثته قناة حلب اليوم.
وجاء في نص البيان المشترك: “تعرضت المناطق المحررة في الآونة الأخيرة لعمليات اعتقال واختطاف بحق العديد من الناشطين والكوادر الطبية كان أبرزها وليس آخرها حادثة اختطاف الدكتور سالم أبو النصر على يد ما تسمى شعبة المعلومات “.
كما دعا البيان الجبهة الشامية إلى “تشكيل جهاز أمني يحقق الأمن للوطن والمواطن ضمن المحددات الشرعية القانونية وميثاق الثورة”، معتبراً “كل من يتكتم عن أي معلومات ترشد إليهم مسؤولًا وشريكًا في جرائمهم”.
ويكتنفُ غموض كبير “شعبة المعلومات” التي ظهر اسمها للمرة الأولى قبل ايام فقط، في حين يعرفُ سكان المناطق المحررة من حلب “المؤسسة الأمنية” التي شكلّها لواء التوحيد في بدايات دخوله الى حلب قبل نحو عامين حلب، حيث تقوم المؤسسة الأمنية بمهام واسعة في المناطق المحررة لاسيما تلك التي تحملُ طابعاً أمنياً حساساً بالدرجة الأولى اضافة الى وظائفها القتالية على الجبهات، وتبثُ المؤسسة بين كل فترة وأخرى اعترافات خلايا وعملاء تابعين للنظام، كان آخرهم “الشبيح عبد الرحمن الزير” الذي تم القاء القبض عليه عند معبر باب السلامة حيثُ يوجد مكتب للمؤسسة هناك.
وفي ظل الغموض وتضارب الأنباء، تخيّم اسئلة وتكهنات كثيرة عن “شعبة المعلومات” ويذهب بعض الناشطين الى الظن ان “شعبة المعلومات” قد تكون احدى المكاتب المُحدثة في المؤسسة الأمنية التابعة للجبهة الشامية،لاسيما وأنها أصدرت بيانين من داخل حلب وأرسلت شريط فيديو الى احدى القنوات المحلية . وفي ذات السياق يرجح نشطاء آخرون يرجّح آخرون أن تكون “شعبة المعلومات” جهاز امني جديد منبثق عن التشكيل العسكري الجديد في حلب “الجبهة الشامية”، وآخرون يذهبون الى اعتبارها “خرقاً” للمناطق المحررة وقد تكون جهاز تابع لداعش أو النظام . لكن كل تلك تبقى تكهنات، ومامن تأكيد أو نفي من أي جهة حتى الآن.
خاص – وطن اف ام