في ظل تقاعس ساسة العالم وتجاهلهم لآلام أطفال سوريا الذين يتعرضون يومياً لظلم آلة القتل والدمار التي تسفك الدماء في بلادهم، هبّ مشاهير الساحرة المستديرة لنصرتهم، وأثبتوا أنّ الضمير الإنساني ما زال ينبض، وأنّ أطفال سوريا ليسوا لوحدهم.
وفي هذا السياق يجري بعض لاعبي كرة القدم والسلة المعروفين عل مستوى العالم، زيارات إلى مخيمات اللجوء التي يقطنها السوريون في تركيا وغيرها من الدول، فيما يرجّح البعض الآخر تقديم المساعدات لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن أبرز نجوم كرة القدم الذين قدّموا المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين، النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وثعلب الكرة الكرواتية ديان لوفرين والمخضرم الإيطالي فرانشيسكو توتي، ودينامو المنتخب الأرجنتيني باولو ديبالا، ومهندس الكرة الألمانية مسعود أوزيل.
وإلى جانب مشاهير الساحرة المستديرة، قام عملاق كرة السلة الإسبانية باو جاسول، والبوسنية المحجبة إنديرا كالجو، وعدد من العمالقة الآخرين بتقديم المساعدات للاجئين السوريين.
ويتصدر نجم المنتخب البرتغالي ونادي ريال مدريد الإسباني رونالدو، قائمة الرياضيين الأكثر تقديماً للمساعدات الإنسانية للاجئين.
ولا يفوت رونالدو الذي يعد معشوق الملايين، فرصة إلّا ويعبر فيها عن تضامنه مع أطفال سوريا الذين يتعرضون للقصف العنيف، ونشر مؤخراً تسجيلاً مصوراً أعرب فيه عن وقوفه إلى جانب أطفال سوريا المظلومين.
وقال رونالدو في تسجيله المصور: “مرحباً رسالتي هذه من أجل أطفال سوريا، أعلم أنكم تعرضتم للمزيد من المآسي، انا لاعب مشهور، لكنكم أنتم الأبطال الحقيقيون، فلا تفقدوا أملكم فالعالم بأسره معكم”.
وحقق التسجيل المصور لرونالدو قرابة 15 مليون مشاهدة، ونال إعجاب نحو 2 مليون متابع، ففي صفحته على الفيسبوك، شوهد التسجيل 10.5 مليون مرة، ونال إعجاب 750 ألف متابع، وأعيد نشره من قبل 150 ألف آخرين، وعلّق عليه 30 ألف معجبٍ.
أما في صفحته على الانستغرام، فقد حقق التسجيل 4.1 مليون مشاهدة، ونال إعجاب 1.4 مليون متابع، وعلّق عليه نحو 50 ألف شخص.
وسبق لرونالد أن نشر على حساباته الخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، صورة الطفل أيمن المولع بلعبة كرة القدم، ونالت الصورة حينها إعجاب الملايين، وحيا الآلاف النجم البرتغالي على مواقفه التضامنية مع أطفال سوريا، لا سيما أنه نشر صورة الطفل أيمن وبجانبه إبنه جونيور.
وتبرع رونالدو لمرات عدة، بكميات كبيرة من المواد الغذائية والطبية والملابس لصالح الأطفال السوريين وأسرهم ممّن يقيمون في الداخل أو لأولئك الذين اضطروا للجوء إلى دول أخرى.
كما سيشارك رونالدو مع الممثلة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولي، في مسلسل تركي يروي قصة الأطفال السوريين المقيمين في ولاية غازي عنتاب التركية.
توتي “أوقفوا جرائم الحرب”
من جانبه أبى المخضرم الإيطالي فرانشيسكو توتي نجم فريق العاصمة روما، البقاء صامتاً حيال الظلم الذي يتعرض له أطفال سوريا منذ أكثر من 6 سنوات، إذ وجّه نداءً إلى العالم بأسره دعاهم فيه إلى العمل على وقف جرائم الحرب التي ترتكب بحق الأبرياء في سوريا.
وعلى حسابه الخاص في وسائل التواصل الاجتماعي، نشر توتي، فيديو عبر صفحته الرسمية في “تويتر”، يُظهر فيه تضامنه مع أطفال سوريا قائلًا: “يكفى قتلًا للأطفال فى سوريا، فكل الأطفال هناك هم كأطفالي، يجب أن تتوقف هذه الحرب”.
بدوره أعلن الأرجنتيني باولو ديبالا مهاجم فريق يوفينتوس الإيطالي، تضامنه مع أطفال سوريا، قائلاً: “أوقفوا الحرب في سوريا، فكل الأطفال هم أطفالي، أوقفوا جرائم الحروب”.
ونشر لاعب خط وسط فريق السيدة العجوز، صورة له وهو يرتدي قميصًا كتب عليه “كل الأطفال هم أطفالي”.
ودعا الكرواتي ديان لوفرين لاعب فريق ليفربول الانكليزي، كافة شعوب العالم إلى اظهار مزيد من العطف والتسامح تجاه اللاجئين السوريين.
وفي تصريح لقناة فريقه قال الدولي الكرواتي لوفرين إنه لجأ مع أسرته إلى ألمانيا إبان الحرب البوسنية، عندما كان في الثالثة من عمره (في التسعينات).
وأضاف متطرقًا إلى أزمة اللاجئين التي تعيشها أوروبا: “عندما أشاهد ما يحصل اليوم، أتذكر ما تعرضت له مع أسرتي عندما كنت صغيرًا”.
ومضى لوفرين قائلاً: “اللاجئون لا يمتلكون وطنًا ولا منزلًا، ولا يتحملون مسؤولية ما حصل، هم يكافحون من أجل التشبث بالحياة مع أطفالهم، ويبحثون عن بلاد توفر لهم الأمن”.
وفي ختام حديثه، لفت لوفرين إلى تعرض اللاجئين لاضطرابات نفسية بسبب ما تعرضوا له من أزمات. وأردف: “أعطوا اللاجئين فرصة، ومن ثم احكموا عليهم فيما إذا كانوا جيدين أو سيئين”.
ولم يهمل النجم الألماني مسعود أوزيل معاناة اللاجئين السوريين، حيث أجرى العام الماضي زيارة إلى مخيم الزعتري بالأردن، ولعبة مباراة مع الأطفال السوريين.
وطن إف إم/ اسطنبول