ازدادت معاناة اللاجئين السوريين العالقين في مخيم الركبان بالمنطقة الحدودية الفاصلة بين الأردن وسوريا، بعد انقطاع الطرق المؤدية إليه من داخل الأراضي السورية، بسبب المعارك الدائرة في البادية السورية بين قوات الأسد وميليشيات شيعية مساندة له من جهة، وقوات الثوار من جهة أخرى.
وذكرت صحيفة “الغد” الأردنية، اليوم الخميس، أن حالة من القلق تسود سكان المخيم خشية وصول المليشيات الطائفية إلى مخيمهم، ما ينذر بمجازر على غرار المجازر التي ارتكبتها مليشيات “الحشد الشعبي” في العراق بحق المناطق السنية.
وقال محمد درباس نائب رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية السورية أن المخيم شبه محاصر بسبب المعارك وقطعها الطرق المؤدية إلى المخيم، مضيفاً أن معاناة اللاجئين في المخيم تزداد يوماً بعد يوم، لشح الغذاء والدواء الذي كان يصل من الطرق التي أصبحت تسيطر عليها المليشيات الموالية للأسد.
بالإضافة إلى ذلك، تضاعفت معاناة اللاجئين مع الانقطاع المستمر لمياه الشرب، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في المنطقة التي يتواجد فيها المخيم، وهو ما اضطر اللاجئين إلى الاعتماد على الحفر الموجودة في البادية وغير الصالحة للشرب.
وأشار درباس للصحيفة الأردنية أن “اللاجئين في المخيم كانوا يعتمدون على البضائع وبعض أنواع الغذاء التي تأتي من داخل الأراضي السورية التي يجلبها تجار السوق التجاري في المخيم من خلال عبورهم للطرق التي قطعتها المليشيات الطائفية في البادية السورية”.
وأضاف أن السوق التجاري في المخيم أصبح شبه خال من المواد الغذائية، في حين باتت تعتمد الغالبية العظمى من اللاجئين على المعونات والمساعدات الشحيحة المقدمة من المنظمات الدولية والإغاثية.
ويعد مخيم الركبان من بين أكثر المخيمات بؤساً في العالم، ويضم أكثر من 85 ألف لاجئ سوري يعيشون في أرض صحراوية قاحلة.
ويخوض جيش “مغاوير الثورة” وجيش “أسود الشرقية” التابعان للجيش السوري الحر معارك عنيفة في البادية السورية ضد قوات الأسد والميليشيات المدعومة من إيران، والتي تحاول الوصول إلى معبر التنف الحدودي مع الأردن.
وترفض الأردن وكذلك أمريكا التي تتواجد قوات لها جنوب سوريا من اقتراب ميليشياتالأسد من معبر التنف، وشن طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة 3 غارات جوية خلال نحو شهر مضى استهدفت ميليشيات تدعمها إيران حاولت الاقتراب نحو المنطقة الحدودية.
وطن اف ام